مثل ساعى البريد فى ميكى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 28 يناير 2018 - 10:00 م
بتوقيت القاهرة
** أكتب منذ عام 1976.. أكتب كل يوم.. ومعظم الأيام.. أكتب فى الأعياد أكتب لأن الرياضة كلها أحداث لا تتوقف.. أكتب لأن الحركة الرياضية المصرية لا تتوقف.. لأنها مثل نهر يفيض بالأحداث والحوادث.. وحين باتت صفحات الرياضة مثل صفحات الحوادث بدأت أتجنب التعليق على الخناقات والمعارك، والتجاوزات.. وظللت سنوات أؤذن فى مالطا مثل كل جيلى من الزملاء.. ثم عرفت الأذان فى قبرص وكريت.. فالقانون لا يطبق.. والحساب لا يوجد.. ومكافآت الهزيمة، التى تسمى مكافآت إجادة أهدرت قيم البطولة.. ومع ذلك كله ظلت الكتابة واجبا ومسئولية.. خاصة مع إنجازات حقيقية يحققها أبطال اللعبات الشهيدة، وهم يستحقون الاهتمام.. ومنهم من حقق انتصارات عالمية.. ثم أصبحت الكتابة متعة بالمشاهدات الخارجية، والدوريات الأوروبية.. وصرت مشجعا لبرشلونة وروما وليفربول كأنى من مواليد كتالونيا وروما ومانشستر.
** كنت كلما حصلت على إجازة، أكسرها بالكتابة ولو لفترة.. فالكتابة تدريب.. وإذا توقف اللاعب عن المران فقد لياقته.. لكن فى شهر نوفمبر الماضى وجدت أن عمرنا ضاع فى مناقشة بديهيات. ووصلت إلى مرحلة «وصف الموصوف» «وتوضيح الواضح» ثم وجدت أن جملة «الرياضة أخلاق» مزينة بطربوش، كأنى أخاطب جيل القرن الحالى بلغة القرن الماضى.. وقد أصبحت الروح الرياضية محل استخفاف وسخرية، فكيف نتحدث عن راحلة ماتت من سنين؟!
رؤساء الأندية يعترضون، والمدربون يعترضون، والمديرون يعترضون، والإعلاميون يعترضون فصنع ذلك كله جيلا من المشجعين المعترضين الرافضين الغاضبين المحتقنين..!
** أعتقد أن مجلة ميكى صنعت الثقافة الأولى لجيلنا.. ومنها تعلمت أن من يعمل عليه أن يكون مثل ساعى البريد.. لا يتوقف عن أداء رسالته، فلا يوقفه البرد ولا المطر ولا السيول ولا الفيضانات ولا الحرارة الشديدة.. وليس فى ذلك أى مبالغة.. فقد رسخت فى ذهنى فكرة أن ساعى البريد لا يوقفه أى شىء عن عمله، وحين بدأت العمل وجدت أنه أمر لا يناقش: «لا يجب أن يوقفنى شىء عن أداء الواجب»..
** فى شهر نوفمبر الماضى قررت الفوز بإجازة أولا لانشغالى الشديد فى أعمال أخرى.. ثم طالت الإجازة قليلا لانشغالى بإعداد كتب، فما يبقى هو الكتاب.. ثم طالت الإجازة وباتت يأسا وغضبا نتيجة ما يجرى فى ساحة الإعلام من تجاوزات فأصبح أفضل اختيار هو عدم التعليق على حوادث الرياضة المصرية.. ولأول مرة تطول الإجازة.. وكلما مضى يوم دون كتابة تذهب اللياقة.. وبدت الراحة السلبية طويلة، والكتابة بعيدة.. وكسرها هذه المرة سؤال أصدقاء من داخل مصر ومن خارجها عن الصحة ولماذا لا أكتب.. والحمد لله أن السؤال: لماذا تكتب؟ لم يحن أوانه بعد..!
** غدا بإذن الله أجيب على السؤال: لماذا لم يدخل الإسكواش الألعاب الأولمبية؟!