الرحلة شاقة..أين الخبر؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 29 أبريل 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● الأخبار لم تعد أخبارا، ماذا جرى للصحافة، هل خسرت سباقها مع التليفزيون والإنترنت؟
الإجابة هى: لا، لم تخسر السباق بعد.. لكن أشياء كثيرة تغيرت.. الصحافة هى التى قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقى فى النصف الأول من القرن العشرين أنها آية الزمان.. وهى لم تعد آية القرن الحادى والعشرين، فهناك المحمول والـ«آى باد»، والـ«آى فون».. إلا أن الصحافة مازالت حية بالتفاصيل وبصور قلمية يعجز التليفزيون عن تقديمها، والصحافة أيضا مازالت الحية بحرفية الصياغة والكتابة وبخيال الكاتب وقدرته على توصيل معلوماته.. هذا ليس خروجا عن الموضوع. فالبعض مازال يرى أن «الرحلة الإفريقية الشاقة» خبرا، مع أنه خبر قديم ومانشيت الصحف منذ 40 عاما ويزين كل تغطية صحفية لرحلة يقوم بها فريق مصرى إلى القارة ومدنها.. كذلك تتكرر القصص، فقد وقعت أزمة بين الصحفيين وبين الأهلى أثناء وجود الفريق فى مالى.. حيث قرر سيد عبدالحفيظ مدير الكرة وقف التصوير والتغطية لأن صحفيين من مالى حضروا التدريب.. وأسأل حضراتكم ضمن أسئلة مكررة: كم مرة حدث ذلك وكم مرة قرأت أو سمعت عن أزمة بين الصحفيين وبين إدارة بعثة بسبب التدريبات؟
● إدارات الأندية تعلن أنها تمنع حضور الصحفيين بسبب السرية، وأنا شخصيا لا تقنعنى مسألة الأسرار العميقة فى كرة القدم وتدريباتها، ربما كان ذلك مفهوما قبل خمسين عاما.. وقد أفهم أن منع الصحفيين عن المران يكون بهدف تركيز اللاعبين، فلا تشتتهم الكاميرات والأضواء والتصريحات.. أما السرية فلماذا، وهل هناك أسرار فى كرة القدم لا تنكشف فى الدقائق الأولى؟
●● الواقع أن القضية عالمية، مع اختلاف بسيط، فكل شىء هناك فى العالم الآخر منظم ومرتب ومتفق عليه ولا أحد يتخطى الحدود، فالصحافة ليست شريكة للمدرب، والمدرب ليس شريكا لآراء الصحافة.. وهناك مواعيد محددة للقاء الصحفيين مع اللاعبين.. يحدث ذلك فى أقوى وأكبر البطولات، لكن قصة الأسرار مازالت تمارس فى فرق ومنتخبات ومنها البرازيل، فأثناء كأس العالم الأخيرة، قرر دونجا فرض السرية على تدريبات الفريق، ولم يكن البرازيليون يفعلون ذلك قديما، ثم تطور الأمر وسمحوا بساعة زمن مفتوحة يلتقى فيها اللاعبون بالصحفيين، وكان ذلك فى مطلع الثمانينيات، ثم بدأ عصر السرية والأسرار.. المهم حين فرض دونجا السرية ولعب مباراته قدم الفريق عرضا هزيلا، فخرجت الصحف البرازيلية وهى تسخر من قرار السرية، وقالت صحيفة أوجلوبو البرازيلية: «كل هذه السرية من أجل هذا؟» لعل وعسى هذا لا يكرره الأهلى فى مباراته اليوم فى مالى.
● قال حسام البدرى إن الفوز على فريق سيركل مالى غير مطمئن، وهو تصريح تمتزج فيه «رائحة تحلية البضاعة برائحة تصعيب السهل ووضع خط رجعة تحسبا للمفاجآت».. طبعا لن يقول مدرب أبدا أن فوزه كان مطمئنا، وأن المباراة سهلة، ففى كرة القدم دراما مذهلة.. لكن فريق سيركل سهل، وتخطيه وارد جدا، والمشكلة أن إنبى لم يفز بالقاهرة بنصف دستة أهداف، لأن كل لاعب بالفريق كان يلعب فى اتجاه مثل أطراف المقص..