قال تظاهر سلمى قال
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 28 أبريل 2014 - 6:20 ص
بتوقيت القاهرة
•• لا قيمة لأى قانون يخترق أو قاعدة تخترق بالخواطر أو بالتظاهر. وإذا كان قانون شغب الملاعب المزمع إقراره، سيحترم ويطبق بعدالة. فمرحبا به. لكن أن نسن قوانين ثم ترفض ولا تطبق فهذا دليل للأخطاء، وللخارجين على القانون. والخارج ليس بالضرورة مجرما لكنه يرفض احترام قانون صدر من دولة. ولعل الإعلام يشرح لنا كيف تتعامل أعتى الديمقراطيات مع التظاهر ومع الشغب فى الملاعب. هل تسمح بريطانيا بمظاهرات تقطع الطرق وتطلق المولوتوف وترمى الناس بالحجارة وتقتل الناس أيضا بالرصاص؟، هل تسمح دولة واحدة بالعالم بالفوضى وتقف قواتها وشرطتها تتفرج أو تنسحب؟
•• أذكر أن الممثل الأمريكى الشهير جورج كلونى شارك فى مظاهرة فى واشنطن قبل أشهر أمام سفارة السودان. وكانت حدود التظاهر مقيدة بخط أحمر على الرصيف. فتجاوز كلونى الخط ونزل الشارع من الرصيف فألقت الشرطة فى بلد الحرية والديمقراطية القبض عليه وكبلت يديه بالكلابشات وأقتيد للتحقيق.. هل شرطتنا طيبة ومع ذلك توصف بأنها تستخدم القوة المفرطة؟ هل الإعلام الذى يشهر سيف الشجاعة فيما وجه المهزومين يسحب هذا السيف فى وجه المخربين والمدعين؟
•• طوال ثلاث سنوات أقول وأعلن أنه لا توجد مظاهرات سلمية. وكيف تكون سلمية ويسقط فيها قتلى وجرحى وتستخدم فيها قنابل المولوتوف والحجارة، وزادت هذه الأيام باستخدام الخرطوش والرصاص الحى؟ أقول لا توجد مظاهرات سلمية وأتمنى فعلا أن وصدقا أن يكون التعبير عن الرأى سلميا فلا يعطل طريق ولا تتعرض السيارات للاعتداء والتحطيم بلا سبب. أتمنى ذلك. لكن أن يغض إعلاميون نظرهم عن هذا العنف فى التظاهر، ثم يصفونه بالسلمية. أشعر على الفور أن سلمية هذه بنت أخت شفافية الكذابة.. كيف لا يزهقون من تكرار كلاشيهات وأسطوانات مشروخة؟
•• أكرر وأكرر كثيرا أملا فى أن تصل الرسالة.. سلمية التظاهر حق لكل مواطن للتعبير عن رأى أو موقف. سلمية فى حدود وفى مسارات محددة. وكل قانون يظهر يجب أن يحترم. فالدولة التى تصدر قوانين وتتراجع عنها إنما هى دولة مصدرة للفوضى وصانعة لها.
•• قانون الشغب فى الملاعب يجب أن يصدر. وعودة الألتراس إلى ملاعب كرة القدم ليست هى القضية الأولى. ولكن عودة الجمهور هو القضية الحقيقية. فجماهير كرة القدم التى كانت تحتشد بالآلاف فى الاستاد ليست هى الألتراس.. وصحيح أن هؤلاء الشباب جعلوا التشجيع أكثر بهجة وفرحة بألوانهم وأناشديهم. لكنهم جعلوا الملاعب صداما وعقابا والأناشيد سبا وقذفا.. وقبل أى خطوة، وقبل أى شىء عليهم إدراك حقيقة مؤكدة راسخة لا مجال للنقاش فيها.. وهى: «الدولة هى التى تضع القوانين من أجل حماية الأغلبية».. القانون لا يضعه جماعة ولا يضعه فرد، ولا يملكه فكر.. وإذا كانوا يرون أنهم فوق القانون ولن يلتزموا بالقانون وبالنظام. ويرغبون فى العودة إلى المدرجات فإن صاحب هذه القرار وهم أيضا سيعتبرون مسئولين جنائيا أمام أى أحداث عنف تقع فى المدرجات.. وإذا كانوا سيحترمون القانون ويقدرون الظروف الخطيرة جدا التى تمر بها البلد وسيقومون بحماية أنفسهم وحماية الملاعب من الدخلاء ومن العصابات.. فمرحبا بهم فى الملاعب لأنهم جزء مهم جدا من الحياة فى كرة القدم.
•• تبقى كلمة أخيرة مباشرة: كفانا نفاقا سياسيا ونفاقا إعلاميا.. التظاهر السلمى حق حين يكون سلميا. واعتداء على المجتمع حين يكون بقطع الطرق وإلقاء القاء الحجارة واستخدام قنابل المولوتوف وإطلاق الخرطوش والرصاص الحى على الأمن وعلى الناس.. من يرى ذلك سلميا أنصحه بزيارة الطبيب؟!