عودة الوفد
محمد عصمت
آخر تحديث:
الجمعة 28 مايو 2010 - 10:37 ص
بتوقيت القاهرة
منذ سنوات طويلة، وحزب الوفد يعانى مشكلات عديدة أدت بمرور الوقت إلى تناقص شعبيته، وخفوت صوته وتأثيره السياسى الذى لم يعد يتناسب مع تاريخه العريق قبل الثورة، ولا أيضا مع نشأته الثانية فى نهاية السبعينيات تحت زعامة فؤاد سراج الدين الذى نجح فى إعادة بناء حزب جماهيرى عملاق وصلت عضويته إلى مليون مواطن كانوا يرون فى الوفد الأمل فى تغيير واقعهم والتوجه نحو مستقبل جديد..!
وإذا كان من الطبيعى أن يختفى الوفد فى عهد عبدالناصر الذى اعتمد على الحزب الواحد والاتجاه نحو الاشتراكية، فإنه لم يكن من الطبيعى أبدا ألا يحكم الوفد مصر فى زمن التوجه الرأسمالى والاعتماد على قوانين السوق كما يحدث منذ عهد السادات وحتى الآن..
وربما يتحمل الوفد بعض المسئولية عن هذا «الهوان» الذى يواجهه، باشتراكه فى انتخابات يدرك جيدا أنه سيجرى تزويرها وأنه بمساهمته فى إضفاء الشرعية على هذه الانتخابات المزورة سيكون مسئولا عن وجود المؤسسات غير الشرعية التى ستفرزها هذه الانتخابات وعن القرارات التى ستتخذها هذه المؤسسات..
إلا أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق الحزب الحاكم فى مصر الذى استهدف أساسا إضعاف كل الأحزاب وحبسها داخل مقارها، مع التدخل الأمنى فى شئونها، وشراء بعض قياداتها وكوادرها الذين خلطوا ما بين البيزنس والسياسة لتحقيق مصالحهم الخاصة.. لتصبح هذه الأحزاب فى النهاية مجرد مؤسسات كرتونية أو مجرد ديكور خادع لنظام يوهمنا بأنه ديمقراطى يستند إلى التعددية الحزبية!
كان ينبغى على الوفد ــ وهو ضمير الأمة ــ أن يكشف هذا الملعوب، وكان ينبغى عليه أن يدافع عن حق الشعب فى إقامة نظام ديمقراطى حقيقى يضمن نزاهة الانتخابات، ويحترم تداول السلطة، ويفصل أجهزة الدولة عن الحكومة، ويسقط كل القوانين المقيدة للحريات، ويصدر قوانين رادعة تحارب الفساد والمفسدين.
واليوم، حيث تجرى انتخابات رئاسة الوفد فإن المطلوب من الفائز سواء كان السيد البدوى أو محمود أباظة أن يعيد الوفد إلى ليبراليته المفقودة وإلى مبادئه القديمة التى تستهدف أساسا تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. فلم تعد هناك فرصة ثانية أمام الوفديين لاستعادة الأرض التى فقدوها إلا بالعودة إلى أصولهم النقية القديمة!
Mesmat@shorouknews.com