الملكة لم تقفز.. ياسيد
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 29 يوليه 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● أفسد المعلقان بقناة الجزيرة يوسف سيف وعصام الشوالى لحظة إيقاد الشعلة الأوليمبية، بالسخرية، وبالنقد، وبالتشويه، وعلى الرغم من المعلومات الممتازة التى قدمها الشوالى أثناء طابور العرض، وفضيلة صمت المعلقين أثناء بعض الفقرات، إلا أنهما لم يقدرا على مقاومة آفة الكلام فى النهاية فأفسدا علينا فقرة بول مكارتنى عضو فريق البيتلز، وهو بالمناسبة أحد عضوين مازالا على قيد الحياة، والثانى هو رينجو ستار..
أما الكارثة أو النكتة، فكانت أن مذيعا فى قناة أخرى أوحى لنا، أنه يظن أو يشك، أو لايعرف عما إذاكانت الملكة اليزابيث قفزت بشخصها من الطائرة الهليوكوبتر.. أم لا؟
●● الابتكار والبساطة كانا عنوان حفل افتتاح الدورة الأوليمبية، الذى جاء معبرا عن الشخصية والثقافة البريطانية، فبدا كأنه عرض لمائة مسرحية، أو لأكثر الكتب مبيعا فى اعتزاز صريح بوليام شكسبير وتشارلز ديكنز، وحتى قصة هارى بوتر.. الحفل أيضا أعطى الثورة الصناعية وآثارها على البشرية حقها.. هكذا جاء حفل الافتتاح معبرا عن القيم الإنسانية وكيف أن حضارة الأمم تكمن فى الفكر والأدب والفن والثقافة والموسيقى. فهذه هى لندن. ولذلك أطلقت الشركة التى قدمت كرة القدم اسم ألبرت على الكرة التى تلعب بها منافسات الكرة الأوليمبية، فى إشارة إلى قاعة ألبرت هول أشهر قاعات الموسيقى فى العالم..
●● كانت لحظات إيقاد الشعلة حافلة بالمعانى، فلأول مرة يقوم سبعة من شباب الرياضيين بهذه المهمة، بعد أن تسلموا الشعلة من بطل التجديف الأوليمبى البريطانى السير ستيف ريدجريف الفائز بخمس ميداليات..وحملوها فى تتابع يقصد به التعاون وروح الفريق، وهم بدورهم أوقدوا الشعلة المنفردة بسبع شعلات سلمها لهم سبعة أبطال وشخصيات قدامى ومختلفة فتلك الشخصيات هى الوطن.. ثم توجهوا إلى الشعلة الدائمة وقد كانت فريدة فى شكلها.. وللأسف مازال البعض يظن أن الابتكار هو الصعب ، وأنه التكنولوجيا، بينما قد يكون الابتكار فكرة تحمل ألف معنى..
●● فى كلمة اللورد سباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة بلاغة وإنسانية تجسد قيم الرياضة: «لابد أن تحب الرياضة كى تنافس فيها».. «وليس المهم أن تفوز ولكن كيف تنافس».. الرياضيون هنا لتقديم أفضل مالديهم، ويتنافسون فى سلام وباحترام وفى سياق اللعب النظيف».. أما الشباب الذى تطوع فقد حظى بأكبر قدر من التصفيق فى كلمة جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، وكان ذلك تعبيرا عن عميق التقدير لفكرة العمل التطوعى من أجل وطن.
●● حفل الافتتاح هو الرابع الذى يقام ليلا منذ سيدنى عام 2000.. فقد أصبحت الأضواء عنصرا مهما يلعب به المخرجون، كما لعب المخرج العبقرى دانى بويل ( 55 سنة).. أما الوجوه فهى فرحة، وسعيدة بالحدث وباللحظة تكاد أن تنطق بالبهجة.. ولاتعليق على محاولات حرق اتحاد كرة القدم بالجبلاية أو استقالة حسن شحاتة من قيادة فريق الزمالك بسبب
«شيكابوم».. فنحن نصنع الفراعنة فى كل موقع، ونؤمن بالفردية ولانتعلم أبدا من الذين سبقونا بمسافات فى الرياضة أو غيرها.. وبرجاء مراجعة حفل التعريف بمفهوم الحضارة وبأهمية إتقان العمل، فمن يتقن عمله مثلا لن يظن للحظة أن الملكة قفزت من الطائرة ياسيد؟!