صلاحية الأدوية: فكرة علها تجدى!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 28 أغسطس 2020 - 8:40 م
بتوقيت القاهرة
قد تبحث أحيانا عن مسكن لألم ألم بك دون سابق إنذار: صداع بعد ضغوط يوم عمل طويل أو حموضة مزعجة بعد غداء ثقيل فتفاجأ أن ما لديك من دواء قد تجاوز تاريخ صلاحيته بضعة أشهر، قد ينال منك الإحباط فيزيد حالتك سوءا ولكن النتيجة ستدهشك إذا ما تفاجأت أن الدواء الذى ستذعن لاستعماله مكرها سيأتى بالنتيجة المرجوة.
تخضع فاعلية الدواء لعوامل متعددة أهمها نوعية المادة الفعالة وظروف تخزين الدواء التى تشترط ظروفا بعينها من درجة حرارة لتهوية لاستخدامات عند النقل من مكان لآخر إلى جانب طريقة الاستعمال بالطبع.
تنتج الأدوية عامة لتكون صالحة على مدى يتراوح يبن سنتين وخمس من تاريخ تصنيعها. تعد الأقراص والكبسولات أكثر ثباتا فلا تتغير المادة الفعالة فيها تحت تأثير الوقت إذا ما أحسن بالفعل تخزينها لذا يمكن التغاضى أحيانا عن تاريخ الصلاحية وإن كانت هناك بعض النقاط التى يجب الانتباه إليها ومراجعتها بتركيز.
هناك أدوية لا يجب إطلاقا استعمالها بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها مثل أدوية الصرع ومقاومة تجلط الدم والمستخدمة لتوسيع الشرايين «النيتروجلسرين» أو علاج الأزمات الصدرية «الثيوفيلين» وعلاج هبوط عضلة القلب «الديجوكسين» أيضا أقراص منع الحمل والانسولين فى علاج السكر أو أدوية قصور الغدة الدرقية.
تناول الدواء بعد انتهاء صلاحيته لا يسفر عن خطر مباشر على حياة إنسان فهو فقط يفقد جزءا من فاعليته أو حتى كلها لكن بلاشك لا يتحول لمركب قاتل.
تدوين تاريخ للصلاحية على الدواء بدأ فى الولايات المتحدة عام ١٩٧٩ ويشير الصيادلة إلى أن ذلك كان أحد الاقتراحات التى تخدم عمليات تسويق الأدوية فليس من قواعد الربح أن تحتفظ الصيدليات بالأدوية لفترات طويلة بل يجب أن تستمر دورة الشراء والبيع بسرعة تضمن المزيد من الأرباح!
الاسبرين أحد أشهر الأدوية متعددة الاستعمالات والذى يستخدم للوقاية من أمراض الشرايين سواء التاجية أو الدماغية بينما تقرر الشركة المنتجة له أن صلاحيته تمتد ما بين سنتين وثلاث، تشير دراسات عديدة تؤكد أنه لا يفقد فاعليته قبل فترة بين أربع وخمس سنوات.
عزيزى القارئ: لماذا حديثى عن فاعلية الدواء اليوم، الواقع أن الفكرة تراودنى منذ فترة خاصة بعد حالة السعار التى انتابت الأسعار والتى طالب تداعياتها الدواء. ما الذى يمنع شركات الدواء العملاقة أن تعيد النظر فى أسس صناعة الدواء لصالح الإنسان والإنسانية، أن تعيد النظر فى أسعار الأدوية الفلكية كذلك المثل الأخير لدواء علاج مرض التصلب المتناثر المتعدد والذى تعلقت به قلوب مرضى العالم فإذا بثمنه يتعدى الستون ألف دولار؟!
بدأت حملات مقاطعة ألوان الطعام التى أصبحت مستفزة «بلاها بامية» و«سيبوا السمك فى مكانه». فهل يمكننا أن نقاطع الدواء أيضا، بالطبع لا لكن من أهون الضرر أن نستعمله أحيانا بعد تاريخ الصلاحية وفقا لقواعد قد تدرسها وتعممها وزارة الصحة.
فكرة دفعنى إليها ما نحن فيه من كرب علها تجدى أو على الأقل تساهم فى حل أزمة أصبحت مزمنة ومؤرقة للمرضى والأطباء فى آن واحد.