الإعلام ومسؤليته.. والسوشيال ميديا (2)؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 28 أكتوبر 2024 - 6:15 م بتوقيت القاهرة

 ** تناولت كيفية نجاح الصحف الإنجليزية والعالمية فى تحقيق التوازن بين مواقعها الإلكترونية والنسخ الورقية، وكذلك تعريف الإعلام، وعدم دقة تسمية السوشيال ميديا بالإعلام البديل . لكنها هزمت الإعلام التقليدى فى الخبر، وفى تشكيل قوة ضغط رأى عام فى بعض الأحيان نتيجة الانتشار وسرعة الانتشار.. لكن ماذا عن الإعلام الرياضى؟!

**  الإعلام الرياضى ينفرد بأنه يخاطب ملايين، لأن الرياضة نشاط له قاعدة متسعة ومختلفة الأعمار، ومختلفة المستويات الاجتماعية والثقافية، وعند التصدى لمخاطبة الملايين الذين يمثلون رأيا عاما، قد يكون هادئا وقد يكون عاصفا وقد يكون غاضبا وقد يكون سعيدا، وقد يكون مختلفا فيما بينه، وقد ينتظر أن يعرف، وقد يكون منتظرا للحقيقة. وقد يكون يبحث عن الخبر. عند التصدى  لمخاطبة هذا الرأى العام الذى يقدر بالملايين، لابد من الالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامى.

 ** نعم من يخاطب رأيا عاما يجب أولا أن يكون موهوبا، يملك الصوت والقبول، والشخصية، والكاريزما، ويجيد فن المخاطبة. فن الكلام. ومثقفا ثقافة عامة، ويملك ثقافة رياضية، ولو كان متخصصا فى رياضة فيجب أن يعرف قوانينها، وتطور تلك القوانين وأسباب التطور والتغيير فى القوانين. يعنى مثلا يفترض العلم بإلغاء مسابقة الفروسية من الخماسى الحديث، فلماذا تقرر هذا الإلغاء.. وهناك مئات الأمثلة التى تمس عمل الإعلام الرياضى المتخصص، سواء فى التنس وكيف تغيرت أوزان وسرعات الكرات، ولماذا؟ وما هى الراليات، وكيف كانت اللعبة قبل سنوات ثم كيف أصبحت وأين ذهبت مدرسة التنس الأمريكية وماذا جرى لها؟

** الأمر نفسه فى السباحة فمتى سمح للسباحين بارتداء ملابس خاصة تساعد على زيادة سرعتهم، ولماذا قرر الاتحاد الدولى إلغاء موافقته على تلك الملابس. ومن أخلاقيات الإعلام عموما والإعلام الرياضى أيضا هى أن ممارسة هذا العمل ليست وظيفة ولكنها رسالة ثم إليكم البديهيات الإنسانية. أن يكون أمينا وصادقا وموضوعيا وواضحا وجريئا وعادلا ومحايدا وفاهما ومتعلما وبعيدا عن تضارب المصالح، فلا يكون إعلاميا وعضوا فى اتحاد، ويجب أن يكون مثقفا رياضيا ومثقفا بشكل عام، ويحترم الانتصار، ولا يسىء للمهزوم، ومتطلعا على كل ما هو جديد، ويدرك ماذا فعلت التكنولوجيا فى الرياضة وما هو تاريخ الألعاب الأوليمبية وقوانين اللعبات، وأن يكون عارفا بأبطال تلك اللعبات والأرقام القياسية، وفاهما لقيم الرياضة ورسالة الرياضة، وتأثير انتصارات الشعوب فى الرياضة وكيف باتت تمس كبرياء الأمم، وألا يكون متعصبا مصدرا للتمييز والتحريض وللكراهية وأن يفكر مرة قبل ممارسة المهنة وأن يفكر مرتين قبل أن يتحدث مخاطبا ملايين أمام الشاشات وعبر الإذاعات، أو حتى على منصات ومواقع التواصل الاجتماعى.

** والإعلام الرياضى ليس إعلام كرة القدم فقط، لعبة المشاهير والشهرة، ومن يتصدى للعمل فى مجال كرة القدم عليه أن يتابع تاريخها ويقرأ ويفهم ويسأل نفسه لماذا كرة القدم باتت هى اللعبة الشعبية الأولى وليس لعبات جماعية أخرى مثل السلة واليد والطائرة . فى أى شىء تميزت كرة القدم وكيف فسرت دراسات وأبحاث علوم الإجتماع فى العالم سر كرة القدم؟

** الشغف هو أهم أساسيات ممارسة العمل الإعلامى الرياضى وأهم أخلاقيات هذا العمل. أعنى أن تحب ما تفعله، وأن تحب أن تعرف (بفتح التاء) حتى تعرف (بضم التاء)، وألا يكون متأخرا عن المتلقى فى معلوماته وفيما يعلم به، فأنت هناك فى تلك المنصة كى تخبر المتلقى بالحقيقة وبالمعلومات وبالجديد وبالأخبار وبما وراء الأخبار من حقائق وتفاصيل،  وبالتحليل لما جرى ويجرى. ويجب أن تحذر اختلاق الأخبار وصناعة الجدل، فى زمن شهد فيه الإعلام الرياضى زخما هائلا فى النشاط وفى الأخبار، وهذا التشبع قاد بعض أو ربما كل الإعلام الرياضى إلى السعى لخلق حالات جدل كى يفوز بالمشاهدة والمتابعة. وأظن أن صناعة الجدل وافتعاله جريمة فى حق المهنة وفى حق المشاهد والمستمع والقارئ، فهى تجارة بمشاعره وبانتمائه.

** الرياضة لا تصنع الكراهية ولا يجب أن تصنعها. الرياضة هى أعظم نشاط إنسانى يعزز السلام بين الشعوب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved