نحو كرة قدم ذكية..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 28 ديسمبر 2014 - 8:35 ص
بتوقيت القاهرة
•• هذا ليس حديثا عن كرتنا وعن محيطها. ولا هو دعوة لكرتنا لأن تسلك طريق الذكاء بأشخاصها، وهيئاتها، فكيف تكون عندنا كرة قدم ذكية بينما فى المجتمع تكثر أحاديث العفاريت، وتكثر أحاديث استدعاء لاعبين ومدربين وفرق للجن والعياذ بالله، وتخصص لذلك برامج تليفزيونية، كأن العفاريت مشهودة ومرئية، وتشاركنا كل شىء..؟!
لقد مضى على مثل تلك الدعوة بالتفكير بذكاء فى شئون لعبتنا عقود من الزمن، ومازالت كرتنا غبية، وفقيرة، وبليدة..
•• «نحو كرة قدم ذكية».. هذا عنوان مؤتمر دبى الرياضى الدولى التاسع، الذى تتحدث فيه شخصيات دولية ويحضره ميشيل بلاتينى ومجموعة كبيرة من الخبراء. والمؤتمر يستمع لأفكار وتجارب الآخرين. ومنهم تاشيما كوزو نائب رئيس الاتحاد اليابانى لكرة القدم الذى يحكى تجربة اليابان مع اللعبة ومع تنظيم البطولات. وكيفية فوز منتخب السيدات بكأس العالم عام 2011.. كما يستضيف المؤتمر أندريا أنييلى مالك فريق يوفنتوس الإيطالى والوريث لملكية العائلة للنادى العريق، وهو أيضا رئيس شركة فيات للسيارات، ويتحدث أنييلى عن الاستثمار فى الرياضة. ومن ضيوف المؤتمر فواز الحساوى مالك فريق نتوتجهام فورست وأول كويتى يشترى ناديا إنجليزيا. والشخصيات الحاضرة للمؤتمر متنوعة وتتميز بخبراتها مثل الحكم الشهير كولينا، ومدرب منتخب روسيا فابيو كابيللو، وإينزاجى مدرب إيه سى ميلان، وستيفان شعراوى، كما يتحدث سهيل العريفى الرئيس التنفيذى لرابطة دورى المحترفين فى الإمارات عن التجربة.. وهناك غيرهم يحاضرون ويتحدثون ويستمعون..
•• أعرف أن أشرف قاسم نجم الزمالك ومنتخب مصر الأسبق وجهت إليه الدعوة لحضور هذا المؤتمر، وربما يكون هناك بعض الرياضيين المصريين، وأرجو ذلك. لكن أين الجهات الرسمية الرياضية المصرية من هذا المؤتمر ومن مثل تلك المؤتمرات؟ هل يحضر اتحاد كرة القدم؟ هل طلب الحضور من باب العلم بالشىء وبالأشياء؟ هل يمثل وزارة الشباب والرياضة أى شخص أو موظف؟ هل عندنا رغبة فى الإطلاع على ما يجرى فى العالم وعلى تجارب ثرية نفتقدها؟
•• فى دورة أثينا الأوليمبية عام 2004 قابلت أعضاء من وفد أوليمبياد دورة بكين 2008.. وفى حوار سريع معهم علمت أن الوفد مكون من 150 شخصا وحضروا بطائرة خاصة وهم من جميع التخصصات الرياضية لنقل تجربة أثينا إلى اللجنة المنظمة لدورة بكين، سواء السلبيات أو الإيجابيات. والأمر نفسه كان تكرر من لجنة سيدنى التى استضافت دورة الألعاب الأولميبية عام 2000.. وهو يتكرر فى الأحداث الرياضية المهمة.
•• لا أطالب بوفود تسافر إلى البطولات والمنافسات والمؤتمرات العالمية، فنحن لا نملك هذا الترف، ولكنى أطالب بشخصيات مسئولة، تذهب وتسافر للتعلم والدراسة ونقل تجارب الآخرين. أطالب برحلات علم وليس رحلات «شوبنج وفرفشة».. فالاحتراف أن تؤدى عملك بضمير وبإتقان..
•• الدول وناسها يسافرون إلى مثل تلك المؤتمرات والبطولات كى يبحثوا ويتعلموا ويدرسوا.. أما دولتنا فهى تعلم كل شىء وناسها يعرفون كل شىء والنتيجة كما ترون.. برامج وأحاديث الجن والعفاريت أو الفوز بهم، وعشوائيات تحاصرنا، و14 ألف قتيل فى حوادث الطرق، وسحابة سوداء تخنقنا، وتلال القمامة تبدو مثل جبال كليمنجارو.. وتثاؤب مستمر حولنا.. و.. وهذا بعض القليل جدا من نتائج معرفتنا بكل شىء وبكل الأشياء؟!!