اختبار كوبر ومعادلة زائد 1
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 29 مارس 2015 - 9:45 ص
بتوقيت القاهرة
•• أعتقد أن الفوز بهدفين على غينيا زاد من حجم الإشادة بالمدرب الجديد للمنتخب هيكتور كوبر.. وهى قضية قديمة، حيث تتحكم الأهداف والنتائج فى التقييم الفنى للأداء، خاصة أن الهدفين جاءا فى الدقائق التسع الأخيرة من اللقاء.. بينما أجاد المنتخب بدرجة 6 من عشرة فى تجربته الأولى تحت قيادة كوبر من واقع سرعة اللعب والتمرير والتحرك والضغط، وصناعة الفرص على مدى الشوطين، كذلك فى توقيت التغييرات والهدف منها. وكان واضحا أن هناك فى رأس المدرب أهدافا فى كل تغيير يجريه بجانب تجربة اللاعبين، وإن كنت أتحفظ على تجربة لاعب فى 10 دقائق، وفى ظرف ليست به مساحة للظهور والإبداع، لكن كوبر نجح فيما رأيناه من أسلوب وتكتيك.. وهذا بالمناسبة سبق أن قدمه بعض المدربين المصريين والأجانب مع فرقهم لاسيما فيريرا وميدو مع الزمالك.. وأحيانا جاريدو مع الأهلى، علما بأن هؤلاء وغيرهم أيضا من المدربين المصريين والأجانب يتحركون أحيانا فى جانب واحد وليس فى الجانبين..
•• لعب كوبر بطريقة 4/4/2 بما فيها من مشتقات تفرضها حركة الكرة والسيطرة عليها أو فقدها، والتحول بين الدفاع والهجوم.. فكانت تبدو 4/3/3 أحيانا أو 4/4/1/1 فى أحيان أخرى، وفى أحيان رابعة كانت هناك محاولة لأن تطبق طريقة 4/2/2/2. وفى هذا السياق لعب كوبر بجناحى وسط وهما المحمدى وتريزيجيه، وظهيرين وهما حازم إمام وحسين السيد. وفى قلب الوسط لاعبى ارتكاز هما الننى وإبراهيم صلاح، وقد فرضت المباراة ونتيجتها فيما بعد إجراء تغييرات هجومية فى التشكيل زادت من حيوية الفريق ومن تلك التغييرات صالح جمعة فى الدقيقة 71.. وتضمنت التغييرات الدفع بباسم مرسى بدلا من المحمدى فى الدقيقة 56، وهو تغيير تكتيكى ومبكر أضفى قدرة هجومية على الفريق، ومنح حازم إمام مهام هجومية ومساحات للحركة أكبر..
•• فرض اللعب بجناحين وبظهيرين القيود على حازم إمام وحسين السيد فلم يتقدما لشن الهجمات، وكلف المحمدى وتريزيجيه بتلك المهمة بالدرجة الأولى. وكانت المعضلة الحقيقية هى التوازن والتناغم بين اللاعبين الأربعة، وقد يملك تريزيجيه ملكة الدخول إلى منطقة جزاء المنافس أو أمام المنطقة، بينما لايملك المحمدى تلك الموهبة وهو غالبا يسير بجوار الخط ولايخرج عن القضبان.. وهذا التكتيك الذى حاوله كوبر أو جربه فعلا يتطلب ملكات خاصة من اللاعبين الأربعة، الجناحين والظهيرين، وقد أكد صالح جمعة أهمية مهارة التحول إلى الداخل بجانب الانطلاق بجوار الخط..
•• عاب هذا التكتيك التزام حسين السيد وحازم إمام بمساحات ومسافات محدودة للحركة والانطلاق، وإرسال الكرات العرضية، وذلك فى وجود تريزيجيه والمحمدى.. وفى مثل تلك الأحوال يكون واردا العمل بجبهة واحدة مع إضافة مهام هجومية أوسع وأكبر للاعبى الوسط، ففى النهاية كيف يهاجم الفريق بأكبر عدد من اللاعبين وكيف يدافع بأكبر عدد من اللاعبين، وهناك معادلة قديمة ومعروفة فى كرة القدم وهى +1.. وتعنى اللاعب الزائد فى كل خط من خطوط الفريق على عدد لاعبى الفريق المنافس فى كل خط من خطوطه.. وفى بعض اللعبات تعنى زيادة لاعب هدفا فى مرمى الخصم وعبئا شديدا على دفاعات هذا الخصم.. ترى ذلك فى كرة اليد وفى كرة الماء على سبيل المثال.. وهذا هو الحد الأدنى الذى يجب أن يعمل عليه مدرب كرة القدم فى مبارياته، فالأفضل أن يكون عدد اللاعبين الزائدين أكثر من مجرد لاعب واحد..