فتوى الفسيخ.. فقيه أم طبيب؟!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 29 أبريل 2016 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
استوقفنى هذا الأسبوع فتوى صدرت عن داء الإفتاء بشأن الفسيخ فى أيام شم النسيم. الفتوى تجيز أكل الفسيخ إذا لم ينتج عنه ضرر! جاءت الفتوى غير مفهومة لأكثر من سبب. هل يحق لنا الآن وبعد خمسة آلاف سنة من أكل الفسيخ يحق لنا ان نسأل هل أكل الفسيخ حلال أم حرام؟ أما السبب الثانى فهو أن الفتوى تحرم الفسيخ إذ ما ثبت الضرر! إذا تم الضرر توفى الإنسان فورا فلا حلال بعد ذلك أو حرام لأن تسمم الفسيخ قاتل محترف شديد البأس سريع الأثر قد يتربص بالإنسان متحوصلا لسنوات قد تقارب الثلاثين فى أى بيئة تسمح له بالاستمرار فى الحياة كامنا حتى تتاح له الفرصة لتنشق الحويصلة عن ميكروب يشبه العصا هو الطور النامى والنشط من ميكروب الكلوسترديم بوتيولنيم. يعد سم البوتيولنيم من أقوى السموم الطبيعية المدمرة إذ يتخطى مادة السبانيد الأشهر فى عالم السموم بمراحل. ذرة من ١سم البوتيولنيم قادرة على إزهاق روح إنسان فهو سم كالشبح لا لون له ولا رائحة يعرف بها وهو مقاوم لكل العصارات المعدية والمعوية بكل ما فيها من أنواع الانزيمات.
كنت قد قررت ألا أشير إلى الفسيخ هذا العام أملا منى فى أنه من كثرة الحديث عنه مع أعياد شم النسيم من كل عام أن مجتمعنا قد حسم القضية التى بدأت منذ عهود الفراعنة القدامى الذين بدأوا عادة الاحتفال بالبيض الملون والفسيخ والملوحة والرنجة والبصل والزهور فى آن واحد. لكن التى صدرت عن دار الافتاء جاءت لتشير إلى أن هناك من لا يهتم بأن الفسيخ قد يؤدى للإنسان بموت سريع يعقب شلل فى عضلات الحجاب الحاجز! إنما من يهتم يكون حلالا أم حراما!
قد أتهم عزيزى القارئ بأننى أفسد متعة عيد شم النسيم لكنك قادر على تجاهل حديثى ثقيل الظل ونسيان الموضوع بالكامل إذ تجاهلت رغبتك فى أكل الفسيخ واكتفيت بأجمل ما فى الطبيعة الآن: الورود والزهور والخس والملانة والبصل والليمون والبنجر والسبانخ والترمس والحلبة النابتة وربما شريحة من الرنجة بعد شيها على النار وإضافة بعض من الطحينة إليها.