ختان البنات: أيام الردة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 29 يونيو 2013 - 1:05 م
بتوقيت القاهرة
ليس أصعب على المرء من أن يراقب ما يحدث فى بلاده وهو فى بلاد الغير.
تتحول الوقائع الدامية أحيانا المؤلمة معظم الوقت إلى لقطات تليفزيونية فنية أو عناوين مثيرة أو حكايات ظاهرها الإنسانية هدفها التسلية واستعراض حيوات آخرين فى بلاد بعيدة. هذا هو حالى تلك الأيام أنتظر بلهفة تلك الدقائق التى تحمل أخبار الوطن لأعود لمسئولياتى ولا أجد إلا الدعاء لبلدى بالسلامة فالأمر فيما يبدو خرج من بين أيدى أصحاب العقل ودعاة الحكمة.
استعرضت محطة BBC البريطانية تقريرا مطولا لمراسلها فى القاهرة عن عودة ظاهرة ختان الإناث إثر وفاة طفلة فى الثالثة عشرة من عمرها نتيجة نزيف حاد أدى لهبوط فى الدورة الدموية أثناء إجراء عملية لختانها. يعلق عليم مقبول مراسل الوكالة بقوله «هناك من المصريين من ينادى بتجريم الختان لكن الأكثرية ينادون بضرورة إجراء ختان الإناث بزعم أنه يجرى باسم الدين».
يستغرض التحقيق آراء أم مصرية تتحدث بفخر شديد عن احتفالها بختان بناتها الثلاث فهذا فى رأيها إحدى علامات حسن التربية وضرورات الأدب.
أيضا رأت إحدى إخصائيات علم النفس التى تتحدث عن صدمة فعل الختان فى حياة طفلة وماذا تخترنه فى ذاكرتها الغضة من مشاعر قهر وقسوة فيما يفعلونه بها لاستئصال رغباتها الحسية باسم الدين!
أما النكبة الحقيقية فتأتى مع تعليق المراسل الذى يضيف أن هناك تصريحات رسمية للإخوان المسلمين ترى أن فى ختان الإناث ضرورة وتدافعا عن ممارساته!
ويأتى سوء الختام حينما ينعق الشيخ يوسف البدرى «الختان أمر من الله سبحانه وتعالى. الختان فى الشريعة التى هى من عند الله لذا يجب أن يجرى للإناث فهو أمر إلهى!» يأتى تبرير الشيخ وفيه من ملامحه الكثير «ختان الأنثى يجعلها أكثر تحكما فى رغباتها إذ إنها تستثار بسرعة أكبر من الرجل».
تجريم ختان الأنثى جاء إثر جهد عظيم قام به المجتمع المدنى فى أيام ننظر إليها بغضب وينعتها البعض بأيام الجاهلية. أنا لا أدافع على الإطلاق عن أيام مضت وكان يجب أن تنتهى ولكن انظروا الآن لما انتهينا إليه.
الختان للرجل فقط فهناك ما يؤيده ويؤكد أن فوائده أكثر من احتمال خطر بسيط للنزف. وقاية من الإصابة بالإيدز وعدوى المجارى البولية وسرطان الجهاز التناسلى. ختان الرجل عرفته الحضارات القديمة ومنها الفرعونية وأشارت إليه اليهودية والإسلام واعتبرته حضارات أخرى احتفالا عائليا، وآخر احصائيات تسجل أن 53٪ من الرجال فى الولايات المتحدة تم ختانهم بل منهم الكثيرون يلجأون لذلك طواعية وهم راشدون.
ختان البنات جريمة وانتهاك آثم للطفولة من يدعو إليه يعادى الإنسانية. هل نحن حقا فى أيام الردة؟