الفاتيكان والصين
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 29 سبتمبر 2018 - 10:50 م
بتوقيت القاهرة
حدث الأسبوع الماضى بين الصين والفاتيكان اتفاق لم ينتبه إليه الكثيرون فى الإعلام العالمى والمصرى وهو توقيع اتفاق مؤقت بين الفاتيكان وبين الحكومة الصينية حيث إن العلاقات انقطعت تماما بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة عام 1951 وأصبحت الحكومة الصينية تعين الأساقفة والكهنة مما نتج عنه وجود كنيستين الأولى هى الكنيسة الموالية للحكومة ولكن ليست فى شركة مع البابا وبقية الكنائس الكاثوليكية فى العالم، والثانية كنيسة مضطهدة من الحكومة الشيوعية ولكن فى شركة مع البابا وبقية الكنائس الكاثوليكية فى العالم، ولكنها كانت تعانى من الاضطهاد المفرط حيث كانت الحكومة تعتقل وتسجن المؤمنين والكهنة والأساقفة وتهدم الكنائس.
يأتى هذا الاتفاق بعد طول حوارات ومباحثات بدأت فى السبعينيات. أحيانا تتعثر وأحيانا تتمادى إلى أن أرسل البابا بندكتوس السادس عشر خطابا لكنيسة الصين لتعضيدها ثم اعترف قداسة البابا فرنسيس الأسبوع الماضى بالأساقفة المعينين من الحكومة الصينية فأصبحوا فى شركة معه وذلك لصالح الكنيسة والمؤمنين الصينيين وكما قال الكاردنيال بارولين أمين سر الفاتيكان (رئيس الوزراء) هو مساهمة فى نشر السلام فى عالم مضطرب بالصراعات والحروب، وهذا الاتفاق هو عمل رعوى من الدرجة الأولى أراده قداسة البابا فرنسيس كما عمل على ذلك البابوات السابقون له من أجل كنيسة الصين.
والآن وليكن الاتفاق موضع تنفيذ المطلوب منه بناء الثقة بين الحكومة الصينية والفاتيكان وقد تعهدت الصين إعطاء مساحة أكبر للحرية الدينية حيث يعيش المؤمنون من كل الديانات فى الصين حالات من الاضطهادات ولكن لأن الصين تريد مزيدا من الانفتاح على العالم عليها أن تعى أن الحرية الدينية وحقوق الإنسان هو عامل أساسى ولا يمكن مهما مر الزمن التغاضى عنه.
ورغم الأزمات التى تمر بها الكنيسة هنا وهناك فهى تتحرك إيجابيا ولا تقف أمام السلبيات بل مثلها مثل كل الهيئات الروحية والدينية تستكمل المسيرة من أجل الله والإنسان.