هل كنت تشاهد مباراة أخرى؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
** مثل عاصفة فى بحر لعب ليفربول نصف ساعة من أفضل ما لعب منذ سنوات، أمام آرسنال، قدم خلالها الفريق درسا فى «الضغط المضاد أو العكسى» المذهل أو ما يسمى بأسلوب يورجين كلوب جيجن بريسينج، فعندما يفقد الفريق الكرة ينقض ثلاثى الهجوم والظهيران على الخصم فى منطقته بسرعة شديدة، لحرمانه من التمرير، وبذلك يستخلص ليفربول الكرة سريعا، وهذا ليس فقط شكلا هجوميا ولكنه دفاعى جدا، يحرم المنافس من امتلاك الكرة، وكعادته لعب يورجين كلوب بالتشكيل الأساسى أو بقوته الضاربة التقليدية صلاح وفيرمينيو ومانى وكيتا وفالندوم وفابينيو وفان دايك وجوميز. ولعب بالظهيرين المهاجمين ألكسندر أرنولد وروبرتسون. ولا يوجد فريق قادر على الضغط بخمسة لاعبين على الخصم فى صندوق منطقة الجزاء كما فعل ليفربول فى نصف الساعة الأولى من تلك المباراة.. ولا أجد سوى هذا الوصف لتلك الفترة الزمنية: «ضغط، ضغط، ضغط، وهجوم، هجوم، وهجوم، سريع، سريع، سريع»!
** النتيجة بما شهدته المباراة من تحول وقتى بتقدم آرسنال بهدف تغيرت بعد 3 دقائق. وانتهى اللقاء بفوز ليفربول 3/1، مع براعة تغيير الرتم، بالتهدئة أحيانا ثم الانقضاض السريع فى أحيان أخرى. إنه البريمييرليج. أقوى دورى فى العالم. بنتائجه وأهدافه الغزيرة ومبارياته المجنونة. شديدة الحماس والضوضاء. وفى آنفيلد يصمد ليفربول حين يريد، ويهاجم بشراسة حين يريد. رغم ندية آرسنال. وبدا الملعب الأخضر كأنه مسرح لعرائس لونها أحمر تتحرك وتلعب ببهجة وفرح وسرعة وغضب أيضا. ويمارس صلاح لمحات من العزف بمهارته فى السيطرة على الكرة والتمرير. بينما يتسلل فيرمينيو وساديو مانى نحو صندوق آرسنال، وسط الزحام كأن كلا منهما قطة تطارد كرة بينج بونج غيره، كما قالت الجارديان فى قراءتها للمباراة.. وياله من تشبيه!
** فى المباراة قصة أخرى فى الخلفية. فقد وصف روى كين أحد نجوم مانشستر يونايتد السابقين ومحلل سكاى سبورتس، أداء ليفربول بالسيئ؛ حيث رأى أن الفريق لم يلعب بشكل جيد، واتسم أداؤه ببعض البطء، وفى حوار تليفزيونى بعد المباراة رد يورجين كلوب وقال: «هل سمعت جيدا؟ قال السيد كين إننا قدمنا أداء ضعيفا الليلة؟ يمكننى سماعك بالفعل، هل قال ذلك؟».
هل تقول كان هذا أداء ضعيفا الليلة؟ لست متأكدا مما إذا كنت قد سمعته بشكل صحيح، ربما يتحدث عن مباراة أخرى لأنه لا يمكن أن يقصد تلك المباراة، آسف، هذا وصف لا يُصدق لذلك اللقاء».
وأضاف يورجين كلوب: «لم يكن هناك أى شىء سيئ، لا شىء على الإطلاق، لقد سيطرنا على المباراة منذ اللحظة الأولى أمام فريق يعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة».
** رد يورجين كلوب دفع روى كين إلى الخلف، ملطفا الأجواء بقوله: «قلت كانت هناك لحظات سيئة فى المباراة، ولكن أعتقد أنكم كنتم رائعين، لم أقدم لكم سوى الثناء، لست متأكدا من أنك سمعتنى بشكل صحيح، تحتاج إلى سماع بقية الكلام؟!».
** انتهت المجادلة، بقول روى كين إن ليفربول قادر على الحفاظ على اللقب، لكننى أظن أن المحلل والكاتب وكل من يتصدى لإبداء الرأى الفنى فى أداء فريق عليه التفكير فيما يقوله قبل أن ينطق به، وأن يرى المباراة بمنتهى الحياد، ويرى جوانبها المختلفة بمنتهى العمق، وأن يرى الفائز ويرى المهزوم، وكيف لعب كلاهما؟!