مقترح فى التاريخ الإسلامى

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأحد 29 سبتمبر 2024 - 6:45 م بتوقيت القاهرة

هل لديك آمال ترجو أن يحققها مجمع اللغة العربية فى الشارقة؟ لعلّه يفكر بجدّ فى أعظم مشروع نحوى: تبسيط قواعد اللغة العربية. ذلك حلم كبير. إذا استجاب بالعزيمة الفذة، التى تجلت فى الرقم القياسى لمجلدات «المعجم التاريخى للغة العربية» 127 جزءا فى سبع سنوات، فالمشغول يجب ألا يشغل، فتلك رسالة وأمانة، نحو الأجيال. سيظل التبسيط مشروعا يستحق الأولوية العاجلة.

ما يحتاج إليه العرب بعد ذلك الإشراف على حشد من صفوة أساتذة التاريخ فى جميع البلاد العربية، من المتميزين بالمنهجية العلمية والموضوعية، وعدم التعصب لأى مركز جاذبية، يعكفون على إعادة كتابة التاريخين العربى والإسلامى، وإصدار موسوعة تهدى الأجيال إلى قراءة تاريخها على نحو لم يتيسّر لأبناء الأمّة فى ماضى السنين والقرون.

لا شك فى أن العصر الحديث، القرن العشرين بخاصة، شهد أعمالاً قيّمة لعدد كبير من المفكرين العرب، مشرقا ومغربا، الذين كانت لهم نظرات ونظريات نقديّة، تحليليّة، غربالية، زاخرة التفسير، كشافة التنوير، فهى جديرة بأن تُعاد قراءتها وتؤخذ فى الحسبان.

من جانب آخر، يجب الاعتراف بأن البلدان العربية جزء محدود قياسا على دول العالم الإسلامى. أولئك أيضا لهم مكتباتهم فى هذه التخصصات، لهم مؤرخوهم وقراءاتهم واستقراءاتهم للتاريخ الإسلامى، ولهم مفكروهم، وأغلب الظن، إن لم يكن قطعا، أنه لا يوجد فى الأمة العربية الكثير من ذوى الإلمام بتلك المؤلفات، التى قد تتجاوز الآلاف أو عشرات الألوف من المجلدات.

لحسن الحظ، صار الذكاء الاصطناعى خير عون لكسالى الترجمة، فما المانع من اطلاع المثقفين العرب على ما يختلج فى تلك الكتب من أحاسيس وخواطر ونقد وتحقيق للتاريخ الإسلامى، الذى هو بلا ريب تاريخ سبع وخمسين دولة؟ ماذا فى المكتبة الإندونيسية، شعبها يفوق نصف الشعوب العربية؟ كذلك هو تعداد المسلمين فى الهند، وكذا نفوس الباكستانيين، وهلم مكتبات إسلامية.

تتفرع من ذلك فكرة وامضة: إذا سخّر العرب طاقتين مهمّتين معا، فسيكون الحاصل محاصيل. الذكاء الاصطناعى يستطيع أن يترجم لنا ما لا يحصيه حاسوب. ثم يوضع فى متناول المهتمين بهذه المجالات رقميّا، ريثما تتفضل الجهة التى تضطلع بالأمانة، فينعم العرب بموسوعة وزنها ذهب، وإلا فالمقترح مع الريح ذهب.

لزوم ما يلزم: النتيجة الاقتراحية: همسة فى سمع المجمع اللغوى فى نطاق «فإذا فرغت فانصب».

عبداللطيف الزبيدى

جريدة الخليج الإماراتية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved