الشرطة تعود.. والفزع أيضا

وائل قنديل
وائل قنديل

آخر تحديث: الإثنين 29 أكتوبر 2012 - 10:01 ص بتوقيت القاهرة

فى 44 فقرة سرد تقادم الخطيب المدرس بكلية الآداب ما جرى له على يدى ضابطى شرطة صغيرين، ولأن هذه المساحة لا تتسع للشهادة كاملة أهدى هذا الرابط للسيد رئيس الجمهورية ووزيرى العدل والداخلية، بمناسبة الكلام الكثير عن عودة الشرطة، ليتبين الجميع ملامح هذه العودة الحميدة جدا إن السماء تمتلئ هذه الأيام بسحب الفزع والخوف، وكأن هناك من يحاول استمطار الرعب بالإسهاب فى حديث عن مخططات اغتيال وتفجير تستهدف الرئيس والمسئولين والشخصيات العامة ومرافق الدولة، بالتزامن مع حالة نكوص فى أداء المؤسسة الأمنية، تعيد إلى الأذهان تلك الأوضاع البائسة قبل ثورة 25 يناير.

 

وما جرى مع مصابى الثورة فى مستشفى قصر العينى، ومع تقادم الخطيب، وخالد السيد ومينا قزمان، وثلاثتهم من شباب الثورة المشهود لهم بالسيرة الطيبة، يشير إلى أن هناك من لا يريد استيعاب درس 25 يناير، وربما يتصور أن حاجة المجتمع لاستعادة الأمن تسوغ له البطش واستخدام تلك الأساليب التى أسهمت فى نضوج ثمار الغضب على أشجار الثورة.

 

لقد تحدث الدكتور مرسى للمصلين فى محافظة الشرقية عن أن هناك من لايزال يقاتل من أجل عودة النظام السابق، وهذا كلام جيد وحقيقى، غير أن الواقع يقول إن الرئيس المنتخب أيضا يساهم فى فتح المجال لعودة النظام السابق، مجسدا فى أشخاص، تم استوزارهم فى حكومة هشام قنديل، وفى ممارسات تدور بالكيفية ذاتها التى كان سائدة قبل 25 يناير 2011 دون أن يوقفها أحد.

 

إن أبسط قواعد المنطق تقول إنه لا يمكن توقع أداء منسجم مع قيم وأهداف الثورة، من حكومة تنتمى إلى الماضى أكثر من انتمائها للمستقبل الذى وضع المصريون أساسه بالدماء والأشلاء، ولا يمكن أن تعرف مصر طريقها للهدوء والاستقرار مادامت الثورة المضادة تعيش أزهى عصور التدليل، فى كل مفاصل الدولة الحساسة، وبشكل خاص فى القضاء والإعلام والشرطة.

 

وتكفى نظرة على أسماء الشخصيات السياسية التى دعاها رئيس الجمهورية للقائه فى القصر الجمهورى قبل العيد لتكتشف أن المسافة بعيدة للغاية بين الأقوال والأفعال، بين النيات والتصرفات، وحسب أفاضل حضروا اللقاء فإن رموزا معروفة بالعداء للثورة، وبعضها طاله رذاذ الاتهام بالضلوع فى موقعة الجمل فإن هؤلاء كانوا يتصدرون الصفوف الأولى، حتى أن بعض الحضور أبدى دهشته وعبر عن امتعاضه وأعلن غضبه صراحة من هذه الأريحية الرئاسية مع «الفلول».

 

ويبقى أن وقائع الانتهاكات والعدوان على الحريات، باستخدام الأساليب العتيقة، لا ينبغى أن تمر دون محاسبة ومكاشفة، حتى وإن حاولوا تغطيتها بسيناريوهات المخططات الأجنبية المرعبة، تماما كما كان يتم تبرير المجازر المرتكبة ضد الثوار فى ظل إدارة المجلس العسكرى لشئون البلاد.

 

http://qenatoday.com/Mobile/mNews.aspx?id=8076

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved