إنها جائزتك يا ميسى!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 29 أكتوبر 2023 - 10:10 م
بتوقيت القاهرة
** دور اللاعب فى فوز فريقه ببطولة كبرى وتأثير هذا الدور يمكن أخذه فى الاعتبار عند منح جائزة الكرة الذهبية، لكن وضع ذلك ضمن المعايير الأساسية ليس مقنعا، لأن ربط الجائزة الكرة ببطولة حققها فريقه وشارك هو بها ليس معيارا دقيقا.. فالبطل هو الفريق.. ولذلك أظن أن درجة الإبداع وتقديم المتعة فى ميدان كرة القدم من أهم المعايير التى يجب الأخذ بها.. والواقع أن الجوائز كلها تقريبا لا تضع ذلك كمعيار.. مع أنه فى الأصل أن كرة القدم لعبة ترفيهية وترويحية عن جماهير المشاهدين والمتابعين، كما كيف يفوز 11 لاعبا ببطولة فتنسب هذه البطولة للاعب واحد؟!
** ميسى هو المرشح الأول للقب الكرة الذهبية عن موسم 2022 / 2023 الذى بدأ فى أغسطس العام الماضى وانتهى فى يوليو هذا العام، وهو المرشح الأول لأنه ساهم بإبداعه وقيادته لمنتخب الأرجنتين فى الفوز بكأس العالم 2022، لتتوج بلاده باللقب بعد 36 عاما..
ونذكر جميعا تمريرات ميسى الحاسمة التى ساهمت فى إحراز الأهداف، ومن ضمن مؤشرات هذا الترشيح أنه توج بجائزة أفضل لاعب فى مونديال الدوحة 2022 وبجائزة الفيفا التى تمنح لأفضل لاعب عن نفس العام، ولذلك قال جواريولا: جائزة الكرة الذهبية هى ميسى فى مواجهة آخرين!
** هل الأرقام القياسية ضمن معايير منح الجائزة؟
** أكرر أن الإبداع أهم.. ومع ذلك يدخل إيرلينج هالاند دائرة المنافسة على اللقب، بل إنه المنافس الأول لميسى بسبب أرقامه، ومنها تسجيل 36 هدفا فى البريمييرليج.. وهذا من الأرقام الفريدة فى أقوى بطولة دورى.. يضاف إلى ذلك ربط اسم هالاند بما حققه مانشستر سيتى فى هذا الموسم محل الجائزة حيث أحرز الفريق الثلاثية الحلم دورى وكأس إنجلترا ودورى أبطال أوروبا، لكن البطولات الثلاث شارك فى تحقيقها هالاند بنسبة ما، ولتكن 15% بينما أمنح الأداء الجماعى البديع لمانشستر سيتى نسبة 85% من الأسباب والدور فى تحقيق تلك الثلاثية. فلم يكن هالاند يلعب وحده وإنما كان مسلحا بفريق يلعب معه ويسانده ويدفعه إلى المرمى.. أليس كذلك؟!
** عن محمد صلاح قال يورجين كلوب: «خارج الملعب يتصرف صلاح كرجل بالغ ولكن بجانب هذا يظل لاعبا شابا. إنه جاهز للغاية أعتقد أننا إذا أخضعناه لكشف بالأشعة سيكون على الأرجح عمر أغلب عظامه 19 أو 20 عاما لأنه يحافظ على لياقته البدنية».
** كلام المدرب الألمانى الشهير عن صلاح له معان مهمة، لكن هل دخل النجم المصرى قائمة المرشحين الكبيرة لأرقامه فى الموسم الماضى؟ هل تكفى تلك الأرقام؟ لقد ساهم مع ليفربول بتسجيل 46 هدفا خلال 51 مباراة لعبها بمختلف المسابقات، بعدما أحرز 30 هدفا وقام بصناعة 16 هدفا آخر لزملائه. واحتل صلاح المركز الثالث بترتيب هدافى الدورى الإنجليزى فى الموسم الماضى برصيد 19 هدفا، فيما تواجد فى المركز الثانى بترتيب هدافى دورى أبطال أوروبا فى الموسم ذاته برصيد 8 أهداف.. وتلك هى الأرقام.. لكن قدرات صلاح ومهاراته وإبداعه وأهدافه التى يحرزها فيها الكثير من هذا الإبداع ولكنه لم يحقق سوى الدرع الخيرية مع ليفربول. وعلى الرغم من ذلك يظل محمد صلاح ضمن دائرة أفضل وأشهر خمسة لاعبين فى العالم.. لكنه بعيد عن الجائزة هذه المرة أيضا.
** هناك العديد من المرشحين لكنهم سوف يظلون مجرد أسماء تكمل العقد الذى سوف يزين صدر ميسى، ومنهم الفرنسى كيليان مبابى، الذى بلغ مع منتخب بلاده نهائى مونديال 2022 وتوج هدافا للبطولة إضافة لفوزه مع سان جيرمان بلقب الدورى الفرنسى، والبلجيكى كيفن دى بروين والألمانى إلكاى جيوندوجان والأرجنتينى جوليان ألفاريز الفائزين بالثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتى فى الموسم الماضى، والنيجيرى فيكتور أوسيمين الفائز مع نابولى بلقب الدورى الإيطالى والمتوج بلقب هداف البطولة فى النسخة الماضية، ولكنها مجرد أسماء وضعت لإكمال شكل الجائزة التى ستمنح إلى ميسى الليلة ويتوج بها على مسرح «شاتيليه» بالعاصمة الفرنسية باريس.. إنها جائزتك يا ميسى!