نتنياهو يعمل على كسب مزيد من الوقت بغية التهرب من اتخاذ القرارات الحاسمة


أليكس فيشمان

آخر تحديث: الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 10:42 ص بتوقيت القاهرة

يمكن القول إن هناك قلقا يساور وزارة الدفاع فى إسرائيل فى الآونة الأخيرة جراء قيام هيئة الأمن القومية فى ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية التى يترأسها (مستشار رئيس الحكومة لشئون الأمن القومى) عوزى أراد بإعداد ورقة عمل تتضمن اقتراحا إسرائيليا بشأن إقامة حلف دفاعى استراتيجى مع الولايات المتحدة.

وربما يعود هذا القلق إلى واقع أن الجيش الإسرائيلى غير راغب مطلقا فى إقامة حلف من هذا النوع، ذلك بأن هذا من شأنه أن يقيد قدرة إسرائيل على العمل بمفردها فى المستقبل ضد المخاطر التى تتهددها فى الدائرة القريبة أو الدائرة البعيدة.

وفضلا عن هذا القلق، فإن هناك شعورا بالاستغراب نتيجة قيام ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بإيجاد صلة بين صفة تزويد إسرائيل بطائرات إف 35 الأمريكية المتطورة والتى من المتوقع أن تنفذ فى سنة 2017، وبين احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية على تمديد تجميد أعمال البناء فى المناطق (المحتلة) ثلاثة أشهر أخرى، ولاسيما أن هذه الصفقة هى جزء من الالتزام الأمريكى التقليدى بالحفاظ على تفوق إسرائيل العسكرى فى المنطقة، ولا تمت بأى صلة إلى موضوع تمديد تجميد البناء الاستيطانى.

ولا شك فى أن الذى يفكر فى مثل هذين الأمرين (إقامة حلف دفاعى استراتيجى، وتنفيذ صفقة طائرات إف 35 فى مقابل اتخاذ قرار سياسى) إنما يهدف إلى إلهاء الإدارة الأمريكية بعمليتين إشكاليتين ومعقدتين، ذلك بأن إقامة حلف دفاعى يستلزم مصادقة مجلسى الكونجرس، فى حين أن منح إسرائيل 20 طائرة من طراز إف 35 خارج نطاق المساعدات العسكرية الخارجية الأمريكية هو أمر شبه مستحيل. ولابد من القول إن إلهاء الإدارة الأمريكية بذلك الوقت سيكسب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مزيدا من الوقت يتيح له إمكان التهرب من اتخاذ القرار الحاسم المتعلق باستمرار العملية السياسية مع الفلسطينيين.

علاوة على ذلك كله، فإن نتنياهو يطلب من الأمريكيين رسالة خطية تتضمن التفاهمات كلها التى تم التوصل إليها بين الجانبين، بما فى ذلك التفاهم الذى يقضى بألا يكون تمديد تجميد البناء الاستيطانى ساريا على القدس الشرقية.

ومن الواضح تماما أن الأمريكيين لا يمكنهم توقيع رسالة خطية فى هذا الشأن ذلك بأنها ستكون مناقضة لسياسة الإدارة الأمريكية الحالية المعلنة إزاء القدس الشرقية، وكذلك لسياسة الإدارات الأمريكية السابقة كافة.

ومع ذلك، فإنه فى هذه الأثناء لا يجرى أى حديث عن وجود أزمة فى العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وإنما وجود خلل.

وما يجب تأكيده هو أنه فى حال استمرار الحال على هذا المنوال فإن الخلل سيتحول إلى كارثة سياسية وربما أمنية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved