القرار البطىء
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 - 10:41 ص
بتوقيت القاهرة
ــ منذ سنوات طويلة، طويلة، نعيش حالة من الخلط، والفوضى، والهزل.. هزل ما يسمى بالقرارت، واللوائح، والقوانين.. التى تخترق ولا تحترم.. وهى لوائح وقوانين، تنظم بيديهيات، وقواعد إنسانية من عمر البشرية، حتى أصبحت أنتظر صدرو قرار فى يوم من الأيام يقول: «اغسل يدك قبل الأكل وبعده.. وإلا ستدفع غرامة من إيصال الكهرباء».. إنه هزل حاجتنا الدائمة إلى قرارات وفرمانات كى نطبق الصواب. ففى كثير من الأحيان والحالات لا يجب أن ينتظر الإنسان قرارا أو لائحة لكى يعمل ما هو صائب وصحيح.. والمثل كما تخيلته، أعنى به أنه ليس ضروريا ولا منطقيا أن أصيغ قرارا لابنى بعدم الكذب حتى لا يكذب.. لسنا فى حاجة إلى قرار كى نكون صادقين؟!
ــ من تلك القرارات هذا القرار الأخير والبطىء والقادم بعد موعده بسنوات، والذى أصدره اتحاد الكرة وهو القرار الخاص بمنع العاملين بالاتحاد فى التدريب، بالاشتغال فى الإعلام.. لكن القرار يصبح بتلك الصورة ناقصا، لأن كل من يعمل داخل اتحاد الكرة بأجر أو بدون أجر، عليه أن يختار بين العمل فى الإعلام وبين العمل داخل الاتحاد.. درءا للشبهات ولسوء الظن. وسبق أن قلنا ألف مرة إن الإعلامى مهما كان صادقا وموضوعيا، فسوف تفسر كلماته والآراء التى يطلقها بأنها لحماية اتحاده أو منصبه، وسيتهم دائما بأن له غرضا وهدفا.. كما أن من يجمع بين العملين سيكون كمن يجمع بين زوجتين، وسيجد أنه من الصعب جدا أن يعدل بينهما.. وأضيف أن كل سبق وكل خبر يحققه الإعلامى سيبقى محل شك.. ومحل نقد.. فهو يستغل موقعه، ويستغل علاقاته!
ــ أقول رأيى وأجرى على الله، مدركا أنه قد يغضب البعض، فأنا أمس به زملاء وصداقات، ولكنه رأى قديم عمره سنوات قبل أن تنفجر سماء الإعلام بكل تلك القنوات.. ثم إن القرار يجب أن يسرى على جميع الاتحادات.. وعلى جميع المستويات.. فمن يتولى تدريب فريق بالدورى الممتاز أو حتى بالدرجة الثالثة عليه أن يتوقف عن تحليل أداء فرق منافسة وزملاء منافسين.. ومن يعمل متطوعا فى مجالس إدارات اتحادات وأندية عليه أن يختار بين عضوية المجلس التطوعية وبين العمل الإعلامى.. فهو مهما كان أمينا وموضوعيا وصادقا سيبقى متهما بالانحياز لاتحاده، ولموقعه، وللعبته ولمصلحته.. ألا يستحق درء تلك الاتهامات التضحية بأحد العملين؟!
ــ والقرار لا يجب أن يسرى على العمل التليفزيونى وحده.. وإنما يمتد للصحفيين الذين يجمعون بين العمل بالاتحادات الرياضية ولجانها، وبين العمل فى الصحافة.. والسبب هو نفس الأسباب السابقة.. وكنت أفضل منذ سنوات أن يكون مثل هذا الاختيار ذاتيا دون حاجة إلى قرار بطىء ومتأخر وقادم من بعيد.. قرار يجسد الخلط والفوضى والهزل؟!