جمعية تاريخية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
السبت 30 مايو 2009 - 6:28 م
بتوقيت القاهرة
لا أحب كلمة التاريخ من فرط استخدامها، لكن الجمعية العمومية لنادى الزمالك كانت تاريخية بعدد حضورها الذى اقترب من 26 ألفا. وهو رقم قياسى فى الجمعيات العمومية للأندية المصرية. إلا أن عدد الحضور ليس سببا وحيدا لوصف جمعية الزمالك بأنها تاريخية.. وإنما نتيجة الانتخابات أيضا. فقد أفرزت مجلسا جديدا من قائمة ممدوح عباس، بعكس خيال جميع وسائل الإعلام التى أشارت صباح يوم الانتخاب إلى أن المجلس سيكون ائتلافيا فى تصور مسبق لقوة المنافسة بين القوائم، فيما اكتسحت قائمة عباس بلا منافسة. وكان مرتضى منصور وحده بلا قائمة تسنده. بينما خرج كمال درويش ورفاقه من السباق مبكرا، وربما قبل أن يبدأ السباق، لأنه حصل على فرصته الكاملة فى العمل بالنادى بجانب أن الدكتور كمال أخطأ حين دخل انتخابات اتحاد الكرة.. ولم يوفق. كأنه يرغب فى أى موقع. وكأن مقعد رئيس الزمالك لايكفى أو اختيار بديل. وهو أمر أعتقد أنه أثر فى اختيارات الجمعية العمومية.
هذا الإقبال الرائع من جانب أعضاء الزمالك يعكس إحساسهم بالخطر، وأن الوقت لم يعد يسمح بالمهاترات والخلافات أوبالمجالس المعينة. وعلى الرغم من سخونة الانتخابات وحرارة الجو وشدة الزحام مضت العملية الانتخابية بسلام، باستثناء مناوشات سطحية، يمكن أن ترى مثلها فى أتوبيس مزدحم بمائة راكب، وليس بـ26 ألف راكب.. وكان الظن أن الجمعية لن تمر، فأعدت لها مديرية أمن الجيزة قوة حفظ سلام زادت من ازدحام مقر النادى وهذا الحضور الأمنى يستحق الشكر، وليس النقد، ولو بالمداعبة.
النتيجة النهائية تشير إلى رغبة أعضاء الزمالك فى التغيير بالشباب، وهم يشكلون نصف قائمة عباس. وبالوجوه الجديدة، وتمثلت فى اللواء صبرى سراج، ولو كنت عضوا فى نادى الزمالك لمنحته صوتى، فقد بدا لى أنه ضميرنا الذى يعبر عن معدن المصريين الصادق والطيب.. وضم المجلس الجديد من نجوم الكرة حازم إمام وإبراهيم يوسف. وكما قال حازم: «كل من أعطى الزمالك يحصل على المقابل من حب الأعضاء».
مبروك نجاح ممدوح عباس وقائمته.. فى استفتاء لامثيل له من جانب الجمعية العمومية المشرفة لنادى الزمالك.
ويبقى أهم الأمور.. ما هو تفسير هذا الإقبال على انتخابات الأندية من جانب المصريين، وهم فى الوقت نفسه لايقبلون على الانتخابات السياسية؟!
هذا سؤال يستحق اهتماما بالغا من الأحزاب والسياسيين إن كانوا يرغبون فى مشاركة الأغلبية الساكتة لمواجهة الأقلية المنظمة؟!