فى العيد: لعب للأطفال بمواصفات صحية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 30 يونيو 2023 - 7:05 م
بتوقيت القاهرة
أثار انتباهى خبر نشرته جريدة الأهرام هذا الأسبوع عن إنشاء أول معمل لاختبارات سلامة لعب الأطفال تابع للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
يفيد الخبر أن المعمل الجديد سيبدأ عمله للتأكد من سلامة وأمان مكونات لعب الأطفال على الصحة العامة وفقا للقياسات المصرية.
أشاع الخبر فى نفسى ارتياحا بالغا فالأمر حقا خطير والتفكير فى تلك القضية يعكس اهتماما بصحة الطفل المصرى من القائمين على حمايته من طوفان اللعب الرخيصة والتى غالبا ما تصنع فى الصين.
للقضية فى نظرى شقان: الأول نوعية اللعب المستوردة وما تعنيه للطفل وما تزرعه فى نفسه من بذور يحصد المجتمع ثمارها فيما بعد.
أغلب تلك الألعاب البنادق والطائرات والعربات وألعاب العنف والرغبة فى قتل الخصم فى معارك افتراضية وهمية حتى وإن كانت ألعاب تستخدم فيها الرياضة الذهنية كألعاب الكمبيوتر وما شابهها.
ألعاب تميز العالم فى وجدان الطفل إلى قوى وضعيف وفائز ومهزوم دون الانتباه إلى ضعف هذا أو أسباب قوة ذلك أو شرح قواعد الفوز العادل وأسباب الهزيمة. ينشأ الطفل على أن الصراع دائما لصالح القوى الجبار وأن الهزيمة دائما من نصيب الضعيف الأمر الذى ينسحب على الغنى والفقير، صاحب السلطة والعبدالمأمور الشرس والمسالم، صاحب الحيلة وعديمها.
انقضى زمن العروسة للبنت والحصان للولد من كل حضارات العالم على اختلاف ثقافتها وأطلت العولمة بوجه قبيح تهدى أطفال العالم نماذج لأسلحة الدمار الشامل.
أما الشق الثانى للقضية والذى لا يقل أهمية عن الأول فهو مكونات تلك الألعاب التى يستخدم فى تصنيعها خامات رخيصة ومكونات رديئة تضمن لها الانتشار فى بلاد العالم الثالث بسعر فى متناول الآباء. كثيرا ما تسبب تلك المواد الضارة التسمم عند اللعب بها نتيجة تسرب عناصر ضارة وسامة لدمائهم أو الإصابة بأنواع الحساسية المختلفة.
يفيد التقرير أن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات ستتبع المقاييس المصرية فى تقييمها للعب المستوردة فهل تختلف المقاييس المصرية عن المقاييس العالمية التى سبق وأقرتها بلاد سبقتنا فى صياغتها وتقنينها وعملت بها لحماية أطفالها؟
فى كل الأحوال وسواء حصلت على إجابة وافية لسؤالى أو تاهت الإجابة فإن الخبر بلا شك أسعدنى وسيسعد أيضا كل الآباء فليس هناك سعادة لطفل كسعادته بلعبة يلهو بها ويتعلم منها خاصة إذا جاءت لعبة صحية شروطها تتوافق مع صحة الطفل الجسدية والنفسية فى سنوات النشأة والتكون.
عيد سعيد.. دمتم جميعا سالمين.