لكى ننجو بمصر
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 30 يوليه 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
هذه أيام قاسية علينا جميعا، هذه أيام خوف على مصر العظيمة التى نريد لها الدولة العادلة والقوية ومجتمع الحرية والحق والديمقراطية، هذه أيام حزن بسبب مشاهد العنف المتكررة وسقوط الضحايا فى سيناء والإسكندرية والقاهرة والاستقطاب الحاد فى جنبات المجتمع، هذه أيام ــ وعلى الرغم من مشاعر القسوة والخوف والحزن التى تعتصرنا ــ تستدعى العمل الجاد للنجاة بمصر وبكل مصرية ومصرى.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يرفض العنف وإراقة الدماء، يرفض تهديد الأمن القومى وسيادة الدولة وتماسك مؤسساتها، يرفض ترويع الناس وانتهاكات الحريات والحقوق وتجاوز القانون وقطع الطرق.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يصر على المكاشفة والمحاسبة، يصر على محاسبة كل مسئول عن العنف أو الاستبداد أو الفساد خلال الفترة الممتدة من 1981 إلى اليوم، يصر على محاسبة الإخوان ومن سبقهم ومن جاء بعدهم، يصر على أن العمل العام والسياسى سلمى وعلنى ومدنى ومنطلقاته المواطنة دون تمييز والمصلحة الوطنية وصالح المجتمع.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع ينتصر للقيم المجيدة للوطنية المصرية، الدين لله والوطن للجميع، التسامح والعيش المشترك والمصالحة وتهدئة الخواطر بعد المحاسبة، الانفتاح على المحيط العربى والدولى بثقة شعب دوما ما كان قادرا على البناء الحضارى والتأثير خارج حدوده.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يلتفت إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية واختلالات توزيع الثروة فى مجتمعنا، يضع سياسات محددة لمواجهتها فى سيناء والصعيد والوجه البحرى والمدن الكبرى، يعطى أولوية للطبقات المحرومة ومحدودة الدخل ويشكل منها ومن الطبقة الوسطى تحالفا مجتمعيا واسعا لمصر العادلة والديمقراطية.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يبحث فى مسارات وضمانات البناء الديمقراطى بعد كل تحولات الفترة الماضية، يتوافق حول الإطار الدستورى والقانونى، يطالب بعد المكاشفة والمحاسبة كل القوى السياسية بنبذ العنف والإقصاء والمشاركة فى السياسة بثوابت الوطنية المصرية، يدافع عن رؤية ديمقراطية للعلاقات المدنية العسكرية وعن حرية التعبير السلمى عن الرأى دون تعقب أو قيود أو عودة لممارسات نظام ما قبل يناير ٢٠١١.
مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع وديمقراطى للنجاة بها.