أى دورى هذا الذى نلعبه؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 30 يوليه 2019 - 10:50 م
بتوقيت القاهرة
** دورى مرتبك ومتردد وصامت، عامر بالمؤجلات، وبتأجيل المؤجلات، وبتعديل التعديلات. ثلاث فرق نافست على القمة، وهى الأهلى والزمالك وبيراميدز، ونصف الفرق نافست على الهروب من الهبوط. وأى دورى هذا الذى تنافس نصف فرقه على عدم السقوط؟
** محللون ونقاد وزملاء رأوا المسابقة ممتعة، بينما هى كانت مثيرة. الفارق كبير بين المتعة وبين الإثارة. فأنت يمكن أن تقف لمراقبة خناقة بلدى فى الشارع، وتشعر بالإثارة لكنك لن تستمتع بمشاهد الدماء التى تسيل، وقد تأسف وتغضب.. وقد كان من برامج الإثارة الدائمة تلك الاحتجاجات والمعارك والملاكمات والتلاسن والبيانات والتهديدات.. فأى دورى هذا يشهد مثل هذه الاحتجاجات والبيانات والتهديدات والمعارك؟!
** تسلق الأهلى جبل الدورى الصعب بعدم اهتزاز إدارته أمام النقد وغضب جماهيره، وبثقة لاعبيه فى أنفسهم وفى فانلتهم، وفى تاريخها. ولم يتعرض الأهلى منذ سنوات لمثل هذا النقد، ولمثل هذا المستوى، ولمثل تلك النتائج. فخسر بطولتين إفريقيتين فى موسم واحد، وقدم عروضا متواضعة، فى البداية، وأصابته المؤجلات بترتيب متأخر جدا فكان الأخير وهو أمر نفسيا يهز أى فريق، باعتبار أن الفوز فى كل المؤجلات غير مضمون.. ولكن الأهلى لعب نصف موسم بقوة، وحقق العديد من الانتصارات المتتالية، وعزز صفوفه فى نافذة الشتاء، وبالإضافة إلى هذا ساعد الزمالك منافسه التقليدى على تسلق الجبل.. فقد منى بخسائر جسيمة فى النقاط منها 6 نقاط فى آخر ثلاث مباريات قبل أن يواجه منافسه التقليدى، وكان ذلك مسأويا لما يفعله البعض، إذ رفع الأهلى بيديه كى يستند على حجر فى الجبل ويصل إلى اللقب.. أى دورى هذا يشهد مثل تلك المؤجلات ويفوز فيه الفريق الذى لعب جيدا نسبيا خلال نصف موسم؟!
** انتهى الموسم وفاز الأهلى ولم يتسلم الدرع فى الملعب.. وهى ليست المرة الأولى التى يغيب فيها تسليم الجائزة للفائز. وقرر اتحاد المؤجلات تأجيل تسليم الدرع لما بعد عيد الأضحى، وفى احتفال وصف بأنه كبير، وأراه احتفالا خجولا بعيدا عن أعين ملايين من جمهور الفريق.. بينما فى البريمييرليج وضع الإنجليز درعا فى ملعب مانشستر سيتى ودرعا آخر فى ملعب ليفربول لتسلم الجائزة للفريق الذى ينالها ويستحقها فى لحظتها دون تأجيل.. أى دورى هذا يفوز فيه فريق ببطولة ولا يحتفل بفوزه ولا ينال جائزة البطولة؟!
** رحل خالد جلال عن الزمالك قبل أن يخسر أمام الأهلى.. وكاد أن يرحل لاسارتى بسبب نتائج الفريق لكنه قد يبقى بفضل الجونة وبفضل عماد السيد.. وهكذا تحكم النتائج القرارات بينما لا ينظر أحد إلى المستوى.. ولأننا نتحدث منذ زمن عن المستويات وعن أن الفرق الكبيرة تلعب جيدا وتحقق نتائج جيدة. أما شعار المهم النتيجة قبل الأداء فهو شعار يرفعه الخائبون، ففى كل العالم ترون الأقوياء يلعبون ويفوزون، من السيتى وليفربول إلى برشلونة وريال مدريد إلى بايرن ميونيخ إلى يوفنتوس.. فأى دورى هذا يبرر أبطاله سوء الأداء بأهمية النتائج؟!
** النهاية كانت ساكتة وعشوائية. خسر فيها الزمالك الأفضل الذى أتيحت له خمس فرص تهديف جيدة، بينما سجل الأهلى هدف الفوز الوحيد من تسديدة مرتدة من صدر حارس مرماه تصيدها صياد تونسى يدعى معلول، وسجل واحتفل وحفل. واتهم حارس الزمالك بأنه سبب الهزيمة، واتهم حارس الأهلى بأن حارسه الساحر وراء تألقه.. أى دورى هذا يلعب فى صفوفه جاميكا، وشمهورش، وعفركوش..؟!
** من يلعب إذن مع العفريت ميسى، وفريق الجن الأزرق مانشستر سيتى؟!