الأهلى والمولودية.. أين المغامرة؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 30 أغسطس 2011 - 2:15 م
بتوقيت القاهرة
●● كما يقول البعض من هواة الطبيخ، وقراء كتاب «فتافيت أو الوصفات السهلة»: هذا تعادل بطعم الخسارة المغطاة بالزبدة والكاتشب.. أتحدث عن نتيجة مباراة الأهلى والمولودية، إذ يكفى أن يفوز الوداد على الأهلى فى المغرب وأن يفوز الترجى على مولودية فى تونس بالجولة الخامسة ليتأهل الفريقان برصيد 9 نقاط لكل منهما.
نعم فرط الأهلى فى فرصة لا تعوض باحتلال صدارة المجموعة بعد تعادل الوداد والترجى، لكنه بقدر ما كان قريبا من الفوز بثلاث فرص لمتعب، وشوقى وجمعة، فإن مولودية كان قريبا أيضا من الفوز بمجموعة فرص للبوركينى أوسالى، والمخضرم بابوش، والدينامو بلال عطفان، وغيرهم.. وفى المباريات الصعبة والحاسمة تكفى فرصة واحدة أحيانا.
●● حرص مانويل جوزيه على تقسيم المباراة إلى مراحل.. كانت الأولى عنوانها امتصاص حماس وضغط المولودية أمام جمهوره الغفير الذى كان وقوده الحقيقى فى هذا اللقاء بتشجيع حماسى له إيقاع موسيقى أوروبى يهز أركان ملعب 5 يوليو.. ونشط الأهلى فى بعض الفترات، من تلك المرحلة، إلا أن الفريق فى المرحلة الثانية امتلك المبادرة الهجومية، بامتلاك الكرة، وفشل فى إنهاء هجومه بإيجابية، وكانت أفضل الفرص فى الدقيقة العاشرة من الشوط الثانى حين مرر حسام عاشور كرة رائعة إلى محمد شوقى القادم من الخلف وغير المراقب وذلك فى جملة تكتيكية جيدة.
●● فى المباراة الكثير من المشاهد التى كشفت أفكار المدربين، فقد بدأ الأهلى بتشكيل هجومى، وهو عادة لا يفعل ذلك فى المباريات الخارجية، حيث يلعب بحذر مبالغ فيه بثلاثة لاعبين مدافعين فى الوسط، إلا أنه فى تلك المباراة بدأ بلاعبى ارتكاز فقط هما عاشور وشوقى، وفى المقدمة أبوتريكة وجدو ومتعب، أما مقلاتى مدرب المولودية فقد بدأ ضاغطا ومهاجما وساعده سرعة لاعبيه ورشاقتهم الفطرية، ولم يساعده توترهم وحماسهم المبالغ فيه بتأثير الدفع الجماهيرى وبتأثير ضغط عامل الوقت لاسيما فى الشوط الثانى.
●● يمكن الحديث عن تكتيك جوزيه والمقلاتى كثيرا لكننا نختصره، فى رؤية سبعة مدافعين للأهلى يستقبلون ثلاثة من مهاجمى المولودية لاسيما فى الشوط الأول، وهذه مبالغة دفاعية من الأهلى وتقصير هجومى من المولودية.. يقابله المشهد الآخر أمام الصندوق الآخر، ثلاثة مهاجمين للأهلى فى مواجهة خمسة مدافعين للمولودية.. وهذا تقصير هجومى للأهلى وتوازن دفاعى من المولودية. وفى المشهدين لم يلعب الفريقان بمغامرة فى مباراة لم يكن فيها خيار آخر سوى المغامرة.
●● خرج الأهلى من تلك المباراة فائزا بخمسة أشياء، الشىء الأول أن الفريق يمكنه اللعب خارج أرضه بلاعبى وسط مدافعين فقط، والشىء الثانى نجاح محمد نجيب لاعب الشرطة فى أول مباراة رسمية له، والشىء الثالث أن خفة ورشاقة وسرعة بركات لا يمكن الاستغناء عنها، والشىء الرابع أن رامى ربيعة يمكن أن يكون جيدا فى مركز الليبرو بدلا من شريف عبدالفضيل، والشىء الخامس أنه لا بديل عن أحمد فتحى فى مركز الظهير الأيمن الذى شغله شريف عبدالفضيل.. ويبقى أن أمل الفريق هو الفوز على الوداد والترجى فى الجولتين القادمتين.. وهو أمل على أى حال يساوى ضوء شمعة فى الظلام..؟!!