الهرولة خلف القطار المغادر..؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 30 أغسطس 2018 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
** حسنا جدا أن وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى تدخل لحل أزمة محمد صلاح مع اتحاد كرة القدم.. وإن شاء الله تتحل الأزمة و«.. نبوس راس بعض وكأن شيئا لم يكن».. ولا جديد فى تدخل الوزير، ولا جديد فى اندلاع أزمة، ولا جديد فى الحل بتبادل تقبيل الرأس.. وأسمعك وأنت تقرأ كأنك تسألنى: عايز إيه يعنى؟ عايز إيه يا أخى؟
** عايز نتغير. بحلم أننا نتغير من 40 سنة. والدليل على أننا لم نتغير و(بعد الشروالعياذ بالله) خايف أقول إننا لن نتغير.. ففى الأزمة رقم ( 1 ) بين صلاح وبين الاتحاد المعروفة «إعلاميا» بأزمة صورة الطائرة، اقترحت أن يسافر عضو من مجلس الإدارة ومعه محامى إلى لندن لمقابلة صلاح وحل الأزمة بدلا من وصلات الاتهامات المتبادلة على صفحات وقنوات وسوشيال ميديا، ولم يسافر أحد وتدخلت أعلى سلطة كى تحل المشكلة، بتكليف وزير الشباب والرياضة الأسبق المهندس خالد عبدالعزيز بالتدخل.. وحلت المشكلة أو نام الخلاف إلى حين يستيقظ، فقد ظل قائما لشعور صلاح من مواقع تجربته، أنه محترف فعلا، وأن إدارة الكرة المصرية غير محترفة.. والمسافة كبيرة تقدر بسنوات ضوئية بين الاحتراف وبين طريقة حسب الله فى الإدارة..
** قبل السفر إلى معكسر المنتخب كنت تقريبا هنا أول من حذر من المسافات التى سوف يقطعها المنتخب طائرا ذهابا وعودة وحائرا من موقع المعسكر فى الشيشان إلى مواقع المباريات. وعلمت ذلك بالصدفة من شركة ألمانية حضرت لها بريزنتيشن عن عملها وعلمها وقدم أحد رجال الشركة إلى شخصى إحصائية بالمسافات التى سوف يقطعها المنتخبات ال 32 وجاء ترتيب منتخب مصر ثانيا بعد نيجيريا فى قطع أطول المسافات بأرقام موثقة. فيما سبقنا 30 منتخبا فى توفير مسافات أقصر للاعبين. وزدت بأنى سألت طيارا مصريا صديقا عن رحلات المنتخب فأكد المعلومة.. وكان ذلك واحدا من أساليب الإدارة غير المحترفة على الرغم من كل المبررات والتمريرات التى حاول بها الاتحاد تفسير معسكر الشيشان، مع كامل تقديرى ومحبتى لدولة الشيشان ولكنى أفصل هنا بين ما نحب وبين ما هو واجب مهنى..!
** الفوضى حاصرت المنتخب فى كأس العالم. وكان تأثير الفوضى مرسوما على وجه صلاح. رأيته لأول مرة منذ كان ناشئا، متجهما، حزينا، غاضبا. فالملعب محشود بالمعجبين، وبراغبى التصوير، والفندق مزدحم، بعشرات ليس لهم علاقة بالفريق. والنجوم محاصرون بطلبات تصوير وغرف لاعبين تحولت إلى إستوديوهات تصوير تليفزيونية.. وخرجنا بخفى حنين من البطولة، وكانت المباراة الأخيرة مهزلة فى الأداء. وأعلن الاتحاد عن محاسبة كل المقصرين. ولم يحاسب شخص واحد حتى الآن..!
** الآن يبحث الاتحاد بعد تدخل الوزير إرسال ممثل عنه إلى صلاح ووكيله للنقاش، وحل الأزمة.. وهى خطوة كانت واجبة منذ تلقى الاتحاد خطاب صلاح الأول فى 23 أغسطس.. لكن كما هو معتاد طل التثاؤب، والتجاهل، والغرور الإدارى.. ولجأنا بعد تفاقم الأزمة لسلطة أعلى تحل المشكلة وتقرب المسافة بين الرءوس حتى نتبادل تقبيل الرءوس.. و( هيه.. ياللا حبوا بعض )!
** فى أحيان أشعر بالعجز وقلة الحيلة وبحاجتى للبكاء على حال أمتى التى تهرول دائما خلف القطار وهو يغادر المحطة تفعل ذلك منذ ألف عام.. ولم تلحق بقطار واحد!