قلب صلاح
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 30 أغسطس 2019 - 11:05 م
بتوقيت القاهرة
رغم أن المودة لا تجمعنى بكرة القدم ولم أجرب فى حياتى مشاعر الانحياز لنادٍ من الأندية ولا أعلم عنها ولا عن قوانينها ما يؤهلنى لأن أكون طرفا فى حوار كروى. لكن رغم كل ذلك مثلى مثل الملايين من المصريين لا أخفى إعجابا عظيما بلاعبنا الدولى محمد صلاح، يختلط فيه التقدير لمهارته المذهلة وإصراره على النجاح ثم صورته الإنسانية البديعة واهتمامه بسبل الخير المختلفة سواء بين أهل قريته أو على امتداد خريطة الوطن.
حديثى عن صلاح اليوم مرده إلى حوار كنت طرفا فيه هذا الأسبوع الذى استقبلنا فيه مجموعة من الشباب الذين نجحوا فى اختبارات المهارة لنادٍ رياضى وقد آثرت إدارة النادى أن تطمئن على تمام صحتهم قبل أن تدفع بهم إلى الملاعب.
هو بلا شك تفكير سليم منطقى لأن الطب الرياضى فرع مستحدث من فروع المعرفة الطبية وهو بلا شك بتطبيقاته المختلفة حماية فاعلة لأداء اللاعب ومستقبله فى الملاعب.
انتهى الشباب من فحوص سابقة وجاء الدور على فحص القلب وعلاقته بأجهزة الجسم بالكامل. كان من الطبيعى فى البداية أن نقوم بشرح طبيعة الاختبارات التى سنجريها والغرض منها وأهميتها فى التشخيص فكان أن بدأ الحوار عن قلب صلاح، أطال الله فى عمره، وقلب اللاعب شهيد الملاعب محمد عبدالوهاب.
حتى الموت المفاجئ جعل له سبحانه وتعالى سببا وربما أسباب. مرض تضخم عضلة القلب هو أشهر أسباب موت اللاعبين المفاجئ وقد كان السبب وراء حادث اللاعب الشاب. اعتلال عضلة القلب التضخمى، مرض من الصعب تشخيصه فى الحالات العادية لكنه عند بذل جهد غير طبيعى ولفترة طويلة فإن عضلة القلب المتضخمة تعوق نظام القلب الكهربائى، الأمر الذى ينتهى بضربات سريعة جدا متلاحقة غير منتظمة قد تؤدى للوفاة المفاجئة. ويعد هذا المرض من الأمراض الوراثية فى كثير من الأحيان.
هناك أيضا من يولدون بعيوب فى شرايين القلب التاجية تؤدى عند الاجهاد العضلى إلى نقص حاد فى تروية القلب ينجم عنه جلطة قاتلة. هناك أيضا بعض عيوب الضفيرة العصبية داخل القلب فى أن خبطة قوية للصدر أيا كان مصدرها قد تتسبب فى ارتجاج القلب كالاصطدام بلاعب اخر أو تلقى كرة قوية فى صدره أو عصا لعبة «البيسبول» كلها فى الواقع أسباب لا يمكن رصدها بسهولة فى أحوال راحة الجسم العادية لكن الوقاية قد تبدأ بالاكتشاف المبكر لها من خلال فحوص نوعية دقيقة تلى الفحوص الشاملة التى يجب البدء بها.
يظل قلب صلاح هو شغل شبابنا الشاغل. لماذا هو دائما بتلك الكفاءة واللياقة البدنية الالية التى تجعله يمضى التسعين دقيقة كاملة فى حالة حركة دائمة بل وقدرة عالية على المراوغة وتسجيل الأهداف؟
قلب الرياضى أو قلب صلاح هو قلب عظيم القدرة والكفاءة نظرا لحرصه على التمرين بصفة دائمة مستمرة لا ترتبط بمباريات.
هذا الأداء العالى يرجع إلى أن الله ــ سبحانه وتعالى ــ قد اختص القلب الرياضى بما يعزز أداءه. بداية نتيجة لتعرض قلب الرياضى للجهد الخارق باستمرار فإن ذلك يجعله يتمدد بصورة أكبر من قلب الإنسان العادى ولكن فى الاتجاه الحميد فليس ذلك بمرض فى عضلة القلب إنما دعم لها. أيضا غالبا ما يستقر نبض قلب الرياضى بين أربعين وخمسين نبضة فى الدقيقة الواحدة بدلا من المعدل العادى والذى يتراوح بين الستين والتسعين نبضة فى الإنسان العادى. بالتالى يسجل ضغط الدم قراءة أقل دائما أيضا. فقلب صلاح إذن تتوافر له رعاية خاصة تدعمه يضمنها مرانه المستمر يوميا والتزامه بغذاء صحى يتناسب وذلك الجهد الخارق الذى يبذله، هو قلب يرعى دقاته الله سبحانه وتعالى.
فليحفظ الله قلب صلاح كبير الحجم بطىء النبض سليم العضلة.. ليحفظ على الشعب المصرى فرحته كالكعكة فى يد اليتيم عجبة!
المحرر