البابا والوزير والـ(كوك زيرو)
وائل قنديل
آخر تحديث:
الخميس 30 سبتمبر 2010 - 9:38 ص
بتوقيت القاهرة
.. والكوك زيرو كما يعرف كثيرون هو أن «تكون خاطب منى ومصاحب داليا» أو العكس وفقا لإعلان تسويقى ذائع الانتشار يخاطب معدة أولئك الشرهين للمشروبات الغازية، لكن الإعلان على تفاهته وما يحمله من قيم هابطة يصلح عنوانا لكل شىء يجرى فى مصر.
خذ عندك: وزير التربية والتعليم امتطى جواده وامتشق حسامه وأعلنها حربا ضروسا على خطر الكتب الخارجية بحجة أنها تقدم للتلاميذ وجبات دراسية فاسدة وضارة وغير مطابقة للمواصفات.. كان الوزير مندفعا فى ممارسة أشد فنون القتال ضاربا بسيفه البتار يمينا ويسارا حتى أنزل فى قلوب التلاميذ وأولياء أمورهم الرعب، ولدرجة أننى شخصيا صدقت الوزير وتصورت أن إصلاحا للتعليم قد بدأ.
وبينما ساحة الوغى تمتلئ بالجرحى والمصابين من احتدام المعركة، إذا بالسيد الوزير الدكتور المهندس يعلن الصلح مع اثنتين من دور النشر العاملة فى مجال طباعة وتوزيع الكتب الخارجية، ويقرر السماح لهما باستئناف الطباعة والتوزيع، بل يستعجلهما الوزير فى أن تكون الكتب الخارجية متوفرة بالأسواق فى غضون أسبوع.
وفى التفاصيل أن دارى النشر المشار إليهما أتيتا إلى مجلس الشورى طوعا أو كرها وأذعنتا لشروط الوزير ووافقتا على زيادة المبلغ المطلوب منهما نظير الاستمرار فى تجارة الكتب الخارجية.لم تكن معركة مبادئ إذن، بل كانت معركة مبالغ، وليذهب الكلام الفخيم عن فساد المناهج وحماية التلاميذ من سموم الكتاب الخارجى إلى أقرب سلة مهملات.
ومن الكتب الخارجية إلى الفتنة الطائفية إليك ما يلى: ظهر البابا شنودة فى حوار طويل وعريض مع عبداللطيف المناوى انتهى بالاعتذار لمسلمى مصر على ما أصابهم من رذاذ تصريحات الرجل الثانى فى الكنيسة الأنبا بيشوى.. وبعدها صفق الجميع وهللوا على اعتبار أن الأزمة انتهت بحكمة وعقلانية البطريرك.
وبينما الأفراح منصوبة بإطفاء الحريق، عاد البابا شنودة وفاجأ الجميع فى حوار مع قناة الحياة فى اليوم التالى معلنا أنه لم يعتذر وكل ما فى الأمر أنه طيب خاطر المسلمين أو بنص عبارته أنه كان «يهدئ المسلمين».
وفى الليلة ذاتها علق الدكتور محمد سليم العوا فى حوار مع منى الشاذلى على ما اعتبره «تراجع البابا عن الاعتذار» وتساءل «هل نطلق على هذا نفاقا أم تلونا فى الحديث». ومن عندى أجيب إنه «الكوك زيرو» الذى ترفل مصر فى نعيمه.. اللهم ما احفظنا.