كرة الشمال فى مواجهة الغرب ..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 31 يناير 2017 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
** تأهل منتخبان من غرب إفريقيا إلى الدور قبل النهائى .. وهما الكاميرون ، وغانا ، وتجرى اليوم مباراة بين منتخبى مصر( ممثل كرة الشمال ) وبوركينا فاسو ممثل كرة الغرب . وهو مايرسخ حقيقة تاريخية قديمة ومعروفة ، وهى أنه على الرغم من تغير خريطة كرة القدم فى إفريقيا ، وظهور منتخبات صغيرة تحقق مفاجأت فى بعض المباريات ، إلا أنها لاتحقق مفاجأة الفوز باللقب .. فمازالت الكأس الإفريقية ، محتكرة بواسطة 14 منتخبا تمثل شمال وغرب القارة ، على مدى 30 بطولة ..
** تغيرت أيضا خريطة النجوم والمواهب فى إفريقيا وتطورت طرق اللعب ، وباتت فرق القارة أكثر تنظيما على الرغم من إحتفاظ بعضها ببعض العشوائية ومنها بوركينا فاسو الذى يواجهه منتخب مصر اليوم .. .. وهذا التغيير فى خريطة النجوم وفى مستوى المنتخبات تكتيكيا إنعكس على البطولات الإفريقية الأخيرة فلم تعد هناك فرق كبيرة تضمن فوزها بمباراة ، لكنها غالبا هى التى تفوز بالألقاب .. وهو ماتعكسه نتائج هذه البطولة .. التى تعكس أيضا ظاهرة فريدة ، وهى أن منتخبات الشمال الإفريقى ممثلة فى تونس والجزائر والمغرب تذهب إلى كأس العالم كثيرا ولاتذهب إلى كأس إفريقيا فى النهاية ..
** بطولات إفريقيا الأخيرة أسقطت نظريات المحترفين ، والنجم الواحد ، كما أسقط المنتخب المصرى نظرية اللاعبين المحترفين ، حين فاز بكأس القارة ثلاث مرات متتالية بثلاثة أو أربعة لاعبين محترفين يحيط بهم أغلبية من المحليين وكان ذلك فى مواجهة منتخبات تضم قوائم كاملة من المحترفين ..!
**الفوز على المغرب طغى على مستوى الأداء . لكن دون شك كانت المباراة نضالا بين فريقين ، كانت أشبه بتحركات سريعة لقطع شطرنج على ملعب بمربعات بيضاء وسوداء . وفى لحظة هدف كهربا إشتعلت الجمهورية بالفرحة . وهو المشهد الذى تعلمنا منه أن كرة القدم فى العالم كله ظاهرة رياضية ، وإجتماعية ، وسياسية ، وأنها ليست مجرد لعبة . فإنتصارات المنتخبات تحرك المشاعر الوطنية ، وتعزز فكرة الكبرياء الوطنى عند الشعوب .. عند كل الشعوب .. وأكررها لأن بعض " فلاسفة السياسة " يترجمون فرحة الجماهير المصرية أو العربية بإنتصارات فرقها بأنها مجرد حاجة ، لمشاعر حرمان حضارية و"نهضوية " .. وهؤلاء الفلاسفة لايرون فرحة شعوب اليابان وكوريا وألمانيا وفرنسا وغيرها حين تحرز منتخبات بلادهم بطولات أو حتى حين تنظم بطولات .. فهل تلك الشعوب تعانى مشاعر الحرمان الحضارية والنهضوية حسب تعبيركم الأجوف ؟!
** لأن الإنتصارات تعزز كبرياء الشعوب الوطنى .. وجدنا فئة ، تكره هذه الإنتصارات . فئة تشجع كل فريق يلعب ضد منتخب مصر .. فئة تكره فرحة المصريين ، وتعلق كراهيتها على شماعات أخرى .. فكيف لمصرى لايحب لبلده الإنتصار فى أى مجال ؟!
** تحت الأحجار تختفى ، وتتوارى ، و تنتظر .. إنها العقارب التى لاتحب .. !