أين ذهبت مبادرة الشيخ القاسمي لتطوير سور الأزبكية؟
سيد محمود
آخر تحديث:
الثلاثاء 31 يناير 2023 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
كعادتى خلال أيام معرض القاهرة للكتاب أحرص على زيارة سور الأزبكية فى مقره التاريخى بالأزبكية، كما أحرص على زيارة جناح الكتب القديمة بقاعة 4 بالمعرض والذى يحمل اسمه ويحظى بإقبال جماهيرى كبير.
وعلى الرغم من وجود أسواق منافسة وهجرة الباعة إلى أسواق أخرى مجاورة أبرزها سوق سينما ديانا وتحول بعضهم إلى التجارة الإلكترونية إلا أن للأزبكية سحرا
آخر.
خلال جولاتى الأخيرة التقيت بعض من أعرفهم من قدامى الباعة وكعادتهم تحدثوا عن حالة الحصار التى يعانون منها بعد أن التهم الباعة الجائلين حول جراج العتبة ومحطة المترو مداخل السور بحيث أصبح الدخول إليه مغامرة غير مأمونة العواقب، مما حرمهم من زيارات سياحية كانت تدر عليهم أموالا كثيرة، وهناك أيضا أشكال أخرى من المعاناة جاءت مع انتشار الكتاب المدرسى وتجارة الكتب المزورة التى تهدد مهنتهم أيضا بنفس القدر الذى تهدد به الناشر الأصلى.
طلب منى بعضهم البحث فى مصير خطة تطوير سور الأزبكية التى أعلنها فى مثل هذه الأيام من العام 2019 الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وحين عدت إلى شبكة الإنترنت قرأت تفاصيل خطة حاكم الشارقة التى أعلنها مشكورا، خلال كلمته فى افتتاح دار الكتب بباب الخلق بعد ترميمها، وذلك فى حضور كل من رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى، وخالد عنانى وزير الآثار السابق، ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ووزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم.
يومها حكى حاكم الشارقة حكايته مع السور وهى لا تختلف عن حكاية الكثير من مثقفى العالم العربى وقال: «كنت كثير التردد على سور الأزبكية، وجمعت من خلاله الكثير من كتب التراث».
وصرح سموه أن هناك مشكلة متعلقة بالسور حاليا، وطلب ألا يُزال الباعة من هذا المكان، موضحا أن ثقافتنا وعلمنا منه، وقال «أنا على استعداد للإبقاء عليه بالصورة الحضارية المطلوبة، وأرجو من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومحافظ القاهرة أن يكون هناك احتفال قريب بهذا المكان فى ثوبٍ جديدٍ».
بعد هذا التصريح الجامع المانع كلف الدكتور سلطان القاسمى مكتبه بمتابعة التنفيذ وعلمت أن مستشاره الهندسى فايق هويدى أعد بالفعل الرسومات الهندسية المطلوبة وتم تخصيص ميزانية مناسبة للشروع فى عملية التنفيذ.
ومن يعرف محبة الشيخ سلطان القاسمى لمصر يدرك تماما حرصه الكبير على مكانتها فهو مناصر تاريخى للثقافة المصرية وصروحها، وسبق وأن ساهم فى تأسيس المقر الجديد لدار الوثائق بمنطقة الفسطاط، وفى إعادة ترميم المجمع العلمى المصرى بعد احتراقه ومده بكثير من الكتب النادرة التى التهمتها النيران، كما كان وراء تطوير مكتبة كلية الزراعة التى درس فيها بجامعة القاهرة، فضلا عن مبادرته قبل عشرين عاما بتأسيس مقر الجمعية التاريخية بالقاهرة.
وبعد من 4 سنوات بالتمام والكمال من دعوة حاكم الشارقة لتطوير سور الأزبكية لم يحدث شىء ولم يتلقَ مكتبه اتصالا تليفونيا واحدا أو رسالة بريدية لتفعيل دعوته ونقلها إلى حيز التنفيذ وهذا أمر مؤسف جدا.
ينتظر مكتب حاكم الشارقة أى تفاعل رسمى مع دعوة تطوير سور الأزبكية من قبل الجهات المعنية، كما ينتظر باعة السور حلا لأزماتهم ويتوقعون أن تتزايد الحاجة لكتب السوق مستقبلا فى ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الكتب الجديدة.
وكمواطن مصرى أتمنى ألا نفقد تلك الفرصة وأتوقع أن تدرج ضمن خطط ترميم القاهرة التاريخية والتى أعلنتها الحكومة سابقا وقالت إنها تشمل حديقة الأزبكية ومبنى نادى السلاح المصرى ومجمع المسارح إلى جوار سور الأزبكية.
أتمنى شخصيا ألا يطول الانتظار ونصبح كمن ينتظر جودو فى مسرحية صامويل بيكتب الشهيرة التى تنتمى لمسرح العبث.