معهد القلب القومى.. بناء الجديد وإعمار القديم
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 31 مارس 2023 - 7:05 م
بتوقيت القاهرة
حملت إلينا الأيام الأولى من الشهر الكريم أنباء بالفعل كان لها أعظم الأثر فى النفوس. رغم أن الذى قد يفهم من الحديث أن الأثر فى نفوس أطباء معهد القلب القومى إلا أننى أعتقد أن خبر الموافقة على مقترح إنشاء معهد لطب القلب وجراحاته اعتمادا على مؤسسة معهد القلب الحالية، إنما هو خبر بالفعل يسعد الإنسان المصرى فى العموم خاصة فى ظل الجهود الحالية التى تبذلها الدولة لتعميم مشروع التأمين الصحى الشامل.
استقر حجر الزاوية فى مكانه بالموافقة على المشروع ليبدأ بالفعل الجهد الحقيقى والعمل الذى يجب أن يرتكز بقوة على مفاهيم علمية اقتصادية وأيضا اجتماعية تدرس بعناية وفهم ورؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه هذا المشروع القومى فالأمر هنا مختلف تماما عن إنشاء مستشفى خاص لخدمة مرضى القلب وبالطبع أيضا ملامحه لها من الخصوصية التى لا تتوافر فى مشروعات إنشاء المستشفيات العامة.
كان لى أن أشهد على مر السنوات ذلك العمل الجاد المخلص الذى لم يتوقف يوما منذ بدأ العمل فى المعهد منذ البدايات. ما زلت بالطبع أذكر كل الأسماء التى ساهمت بإخلاص فى نشأة تلك المؤسسة التى منها بدأت بالفعل تجربة رائدة لجراحة القلب فى مصر تزامنت مع تجربة جراح القلب الأشهر أ.د/ حمدى السيد لتبدأ تلك النهضة وتظل دائما فى ازدهار وتقدم لخدمة العلم والإنسان المصرى دائما.
أتمنى أن يحظى المشروع بدراسة علمية وافية يشترك فيها الجميع، فالأمر بالفعل يحتاج إلى جهد يجب أن يشمل أوجها متعددة من التخصصات ويحتاج أيضا تبادل الخبرات سواء محلية كانت أو أجنبية ولهذا إن شاء الله حديث قادم.
أردت اليوم أن أنبه فى غمار الفرحة بقرار الموافقة على بناء معهد جديد أنها يجب ألا تنسينا أننا بالفعل نملك فى مكاننا الحالى إمكانات تفوق إمكانات أى المراكز التى تعمل فى نفس المجال وتقدم خدماتها مقابل أرقام فلكية يعجز عن سدادها غالبية المصريين. نحن بالفعل سد الغلابة العالى الذى يجب ألا تتوقف على الإطلاق جهودنا فى تطوير معهدنا الحالى وتعزيز خدماته والاستمرار فى مشروعاتنا وتعاوننا جميعا بل وتعزيز تلك المشروعات بالتعاون مع هيئات المجتمع المدنى التى كانت ترحب دائما بالتعاون مع معهد القلب القومى لدعم دوره فى خدمة المرضى.
فى المعهد الحالى إمكانيات يجب دعمها وتعزيزها بغض النظر عن الأمل فى أن المعهد الجديد سيحل كل المشكلات وأنه فى وجوده لن تكون هناك حاجة لدارنا القديمة.
ليس هناك على الإطلاق ما يمنع من أن يتوازن المشروعان: بناء الجديد وإعمار القديم.
إعادة النظر فى سياسات المعهد الحالى أمر يجب أن يتم مع الإعداد لخطط بناء المعهد الجديد والتخطيط بكل الوسائل المتاحة لأن يقدم خدمة طبية على أعلى مستوى ممكن للإنسان المصرى.
يجب أن نبنى الجديد باجتهاد وأمل لكن القديم يجب أن يظل قائما إلى جانب الجديد وأن يظل العمل متصلا فى كل منهما فليس من المنطقى أن يحل الجديد محل القديم، طالما أن القديم قادر على العمل بل قادر أيضا على استيعاب التطوير والتوسع فى خدمة المرضى فى صورة جديدة ومتعددة.
معهد القلب القومى كان دائما وأراه يستمر إن شاء الله حالة خاصة نادرة الكل يعمل من أطباء وجراحين وفنيين وإداريين وممرضات وعمال فى أسرة كبيرة يجمعهم إحساس وشعور عميق بالانتماء لوطن وبيت عائلة كبير واحد.
امتنان مصر والمصريين عظيم للدولة وكل من يتقدم للمساهمة فى بناء معهد القلب القومى الجديد.
الامتنان مضاعف من مرضى القلب لمن يتقدم للمساهمة فى تطوير معهد القلب الحالى وتعزيز إمكاناته.