نهار الدراويش أصفر
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 31 مايو 2010 - 10:25 ص
بتوقيت القاهرة
تأهل حرس الحدود إلى الدور قبل النهائى للكأس، كان منطقيا، لأنه الفريق الذى ترجم فرصه إلى أهداف بواسطة أحمد عيد عبد الملك، وأحمد عبدالغنى، الثنائى المهاجم المتفاهم، فقد كان الهدف الثانى تمريرة رائعة من عبد الغنى مرسلة إلى عيد، وكان الهدف الثالث لعبد الغنى من ضربة جزاء جاء بها عيد.. وأشد على أيدى لاعبى المقاولون، تقديرا للأداء الجيد. ففى الفترة التى سيطر فيها الفريق على الكرة والميدان، سجل عيد.. إنها كرة القدم، تلك اللعبة الجميلة التى يكمن سرها فى الشك فى نتائجها..
الشك فى نتيجة مباراة الإسماعيلى والاتحاد ظل قائما حتى الدقيقة الأخيرة، وكاد طائر الليل الحزين يخيم على الإسماعيلية قبل ركلة الجزاء الأخيرة التى أطلقها عصام الحضرى، وسجل منها هدف المرور إلى الدور قبل النهائى، ليطير الحزن نحو الإسكندرية مدينة الاتحاد، بعد الأداء القوى والمقاومة التى أبداها لاعبو الفريق، بينما انفجر جمهور الدراويش بالفرحة، فقد كان هذا الهدف إعلانا برحيل الليل وبزوغ النهار، لكنه ليس أبيض وإنما أصفر اللون..
بعد مباراة درامية، استغرقت 120 دقيقة، وحفلت بالندية والكفاح والصراع والأداء الجيد من الفريقين ،فالكرة ظلت طوال الأشواط الأربعة تروح وتجىء، وكانت الكرة فى أحيان كثيرة تروح، وتروح فى اتجاه مرمى الاتحاد، لاستحواذ الإسماعيلى عليها، فيما اعتمد الاتحاد على الهجمات المضادة فى استغلال ممتاز للمساحات الخلفية الخالية فى دفاع الدراويش..لأن الفريق المضيف يهاجم بخطى هجومه ووسطه وينقل الكرة بالأداء الجماعى ويتبادلها اللاعبون حتى الوصول إلى مرمى الهانى سليمان..ولعب الفريقان بطريقة 4/4/2 التى سمحت بوجود مساحات فى الدفاعين بشكل عام.
لم يتوقع أحد هذا الأداء وتلك الندية من الاتحاد.. الذى حالفه التوفيق فى بعض الفرص التى لاحت للاعبى الإسماعيلى ومنها كرة ضربت فى العارضة بعد أن مرت فوق رأس الهانى سليمان..
الحكم هو صاحب القرار الأخير، وهو الوحيد الذى لا يمكنه القول عند لحظة اتخاذ القرار: «لا أعرف.. دعونى أفكر». وأعتقد أنك زهقت من تلك الجمل وأمثالها، من نوع: «لا تعليق على قرارات الحكام. إنهم بشر.. إنهم مثل القضاة»..
ولكن التى تجب ماقبلها وتلقيه بعيدا كما هو معتاد، لم يحتسب الحكم فهيم عمر ضربة جزاء مؤكدة للإسماعيلى فى الدقيقة 33 من الشوط الأول، عندما أرسل حمص كرة عميقة إلى محمد السليتى، ليمر من الهانى سليمان، فقرر إيقافه بحادث تصادم، اهتزت له جدران ملعب الدراويش وشاشة تليفزيونى.. إلا أن حكمنا الدولى فهيم عمر لم يشعر بالهزة ولم يسمع صوت الارتطام، ولم ير الحادث..
كما يقول أهل الإعلام جميعهم فى مثل تلك الحالات، أقول بعد كل هذا: «لا تعليق على قرارات الحكام..»!