الدواء: وفقًا للتوقيت المحلى للخلايا
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 31 مايو 2014 - 6:45 ص
بتوقيت القاهرة
مراعاة حركة ساعة الجسم البيولوجية ومحاولة ربط وقائعها بتوقيت محلى للخلايا يتيح أفضل بنية لجرعة الدواء الذى يجب أن يتناولها مريض هو المخدر الذى يدور حوله أحد العلوم المستحدثة والمشتركة بين الطب والصيدلة.
يطلق على هذا العلم الحديث Chromothesopy الأمر الذى يبدو وفيه واضحا الربط بين التوقيت وفاعلية العلاج.
لم يكن الأمر يستدعى انتباه المرضى وحدهم بل الأطباء أيضا: لماذا يتناول مريضان نفس الدواء لذات الداء فيشفى أحدهما ويتعثر الآخر فى مجموعة من الأعراض الجانبية. تردد هذا السؤال كثيرا حتى نشر أحد أطباء علوم الأورام الفرنسية رأيا هاما خلص إليه بعد تجارب عديدة عاشها مع مرضاه. أولى تلك التجارب مريض يعالج من سرطان الرئة. بعد استئصال رئته اليمنى كان من الضرورى أن يخضع لعلاج كيماوي طويل معه بدأت متاعبه الحقيقة مع الأعراض الجانبية التى كان من أهمها الإحساس القوى بالرغبة الدائمة في القىء الذى جعله يعزف تماما عن الطعام حتى أصابه الاكتئاب والهزال الشديد. تنبه الطبيب إلى أن مريضه يخضع لتناول محلول المحتوى على العلاج دائما فى الصباح وعلى مدى أربع ساعات متصلة فخطر له أن يطلب إليه أن يأتى فى المساء مستعدا للمبيت فى المستشفى وقد كان أن أشرف على تناوله المحلول الوريدى أثناء نومه على فترتين: المدهش أن المريض احتمل الدواء للمرة الأولى بلا أعراض جانبية واستمر فى علاجه الليلى متفائلا بالنتائج.
التقط الفكرة كثيرون ليبدأ البحث فى مراكز علمية متعددة عن أثر الساعة البيولوجية على علاج الإنسان. إذن فالخلية الإنسانية تتبدل وتتغير وفقا لتوقيت محلى خاص بها يجعلها تقبل أو ترفض الدواء أو تتأثر به فى صورة غير مثالية تعبر عنها بتلك الأعراض الجانبية التى ربما تزعج المريض إلى حد يفوق المرض نفسه.
سبحان الله الخالق العظيم.
درجنا على أن تأثير الدواء يخضع لمقاييس منها الجرعة العلاجية أو الوقائية منها وزن المريض ومدى امتصاص الدواء وإذا ما كان هناك معوقات دون امتصاص؟ تركيزه فى الدم، كفاءة الكبد والكلى وعوامل أخرى تتباين كلها تدخل فى اعتبارات اختيار الدواء وتوقعات فعاليته. الآن تبدأ مرحلة جديدة تماما تعتمد على بيولوجية الخلايا وتوقيتات نشاطاتها المختلفة.
لن يتوقف العلم عن استجلاء الحقائق ورغم الدهشة التى تتملكنا مع كل حقيقة يكتشفها العلم إلا أن ما خفى دائما كان أعظم.