ألكاراز نجم التنس هل صنعته الجينات؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 31 مايو 2023 - 8:55 م
بتوقيت القاهرة
** هذا ليس تقريرا أو مقالا عن بطولة، ولكنه مقال عن بطل. نشرته صحيفة الجارديان البريطانية قبل أيام، وهو مقال عن المصنف الأول عالميا فى التنس الإسبانى كارلوس ألكاراز. فالبطولة الحالية هى رولان جاروس إحدى بطولات الجراند سلام، وقد تشهد المفاجآت ومنها ما قد يصيب اللاعب الأول على العالم.. لكن البطل لا يصبح بطلا إلا بعد طريق طويل من الكفاح حتى لو كان شابا صغيرا مثل الكاراز ( 20 سنة ).. فهو بدأ أولى خطوات المهارة والموهبة حين كان عمره 4 سنوات، وقد جمع حتى الآن قرابة عشرة ملايين دولار قيمة جوائز من مشاركاته فى بطولات التنس.
** هذا الشاب نبتت موهبته فى قرية «إل بالمار» الواقعة فى جنوب شرق إسبانيا، حيث يقع نادى ريال سوسيداد دى كامبو فى الجبال المطلة على العاصمة وتأسس هذا النادى قبل مائة عام، كمجتمع لصيد الحمام، ثم أصبح ناديا للتنس وفى هذا النادى ولد هذا اللاعب ليكون هو مستقبل اللعبة بالنسبة للرجال، حيث بدأ يلعب مع شريك أبيه نافارو فى أكاديمية التنس بالنادى وكلاهما الأب وشريكه نافارو من كبار مدربى التنس ويملك أكاديمية للعبة، وكان الكازار طفلا مذهلا.
«علمت منذ صغره أنه موهوب. لن أقول إننى كنت أفكر أنه سيكون رقم 1 فى العالم لكننى كنت أعرف أن لدى لاعبًا جيدًا ومختلفًا بين يدى» هكذا يقول الأب عن ابنه ألكاراز وهو يلعب مع أخيه ألفارو..
** النادى يضم 13 ملعبا للتنس بالإضافة إلى حمام سباحة وصالة رياضية وملعب لكرة السلة وملعب لكرة القدم. وفى هذا النادى تعلم جد كارلوس للأب، كيفية لعب التنس وانتقل شغفه باللعبة إلى والد الكاراز، الذى دفع الحلم إلى الأمام من خلال التنافس على مستوى عالٍ داخل إسبانيا. ومع ذلك، لم يكن لديه القدرات اللازمة كى يصبح لاعبا محترفا من طراز الصف الأول، وفى النهاية أصبح مدربًا للتنس. هل هى الجينات التى صنعت هذا البطل بصورة ما؟
كل من شاهد ألكاراز عندما كان صغيرا وهو يداعب الكرة البيضاء كان يراه لاعبا موهوبا وماهرا وأنه ربما سيكون بطلا.
** عند حضوره إلى باريس للمشاركة فى رولان جاروس كان ألكاراز يحتل صدارة التصنيف العالمى للاعبين المحترفين، فمن كان يصدق ذلك؟
لقد احتاج الأمر ثلاثة أجيال كاملة كى يذهب أحد أفراد العائلة إلى رولان جاروس وهو يتقدم الصفوف، وذلك بعد عام 2022 التاريخى بالنسبه له، والذى حقق خلاله بطولة الولايات المتحدة المفتوحة فلاشينج ميدوز وكان أول مراهق يحرز لقب بطولة كبرى 19 عاما و4 أشهر و6 أيام، منذ فوز مواطنه رافائيل نادال فى رولان جاروس فى عام 2005 والأصغر الذى يعتلى صدارة التصنيف العالمى منذ الأسترالى ليتون هويت (20 عاما و9 أشهر) فى 19 نوفمبر 2001.
** ويستخدم ألكاراز سلاح تقنية الصوت فى مبارياته شأن العديد من نجوم التنس، الذين يطلقون أصواتا عالية لدى ضربهم الكرة، وهم يتفوقون على خصومهم، ولم يكن ذلك أسلوبا متاحا ومستخدما بكثرة فى أزمنة سابقة. ويرى باحثون أمريكيون أن الصوت العالى المصاحب للضربة القوية يؤثر سلبيا على الخصم ويجعل رد فعله أبطأ. خاصة بالنسبة للمكان الذى ستذهب إليه الكرة التى تقطع 80 كيلومترا فى الساعة، ويمكن أن تبدو كأنها أقرب للمنافس بـ60 سنتيمترا من مكانها الفعلى. وهناك تفسيرات عديدة لتأثير هذا الصوت العالى، ومنها أن بعض لاعبى التنس المحترفين يحاولون الحكم على دوران وسرعة الكرة من الصوت الذى تصدره لدى ضربها، لذلك فإن الاصوات العالية يمكن أن تخفى هذه الإشارات. وعلى أى حال تلك الاصوات مثيرة للجدل فى دوائر لعبة التنس وتطلق عليها مارتينا نافراتيلوفا، الفائزة ببطولة ويمبلدون تسع مرات، «خداع تام وبسيط».
** عندما كان ألكاراز فى الثامنة من عمره، كان هذا الصبى، كثير التسديدات، وكثير الكرات الساقطة، ويلعب نصف مبارياته على الشبكة، وهذا تقريبا ما يفعله الآن..!