صباح الصحة والسعادة

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 31 أغسطس 2009 - 10:29 ص بتوقيت القاهرة

 لا أخفى هوى بقلبى لمدينة النشأة وبدايات الصبا: المنصورة، تلك المدينة الباهرة التى اتصل فيها يوما حوارا بين الحضارات تشهد عليه وحتى الآن مدارس ونوادى الجاليات اليونانية والإيطالية والفرنسية والأرمينية.

قد تتعدد فى مخيلتى صور كثيرة لمدن عديدة زرتها أو عشت فيها لكنها تظل دائما الصورة الأبقى فى وجدانى بكل تفاصيلها وجلاء ملامحها.

المدرسة الثانوية للبنات ورفيقات زمن البراءة، كلية طب المنصورة فى بداياتها القوية ونخبة من بنات وشباب جمعهم التفوق فى العلم. ولم يغب عنهم التعدد فى المواهب والاهتمامات الثقافية والسياسية. وهيئت لهم الأيام باقة من الأساتذة لم تصنعهم الألقاب وإن تعددت فظل لوقع أسمائهم المجردة وقع السحر فى النفس وبهاء الذكرى.

ولكن لماذا المنصورة الآن؟
عذرا إن أطلت، لكن الخبر الذى تلقيته بسعادة حقيقية هو ما دفعنى للبوح بالبعض من شجنى. نجح فريق طبى من مستشفى الأطفال بكلية طب المنصورة فى إتمام جراحة نادرة لفصل توءم سيامى ملتصق فى منطقة أسفل البطن. وهى حالة من العيوب الخلقية بالغة التعقيد إذ يشترك الطفلان فى أعضاء داخلية وخارجية منها الشرج والمثانة والقناة البولية والعضو الذكرى إلى جانب مجموعة من الشرايين والأوردة والأعصاب.

العملية بمثابة خطة علمية متقنة ــ قد يتم تنفيذها على مراحل ــ تتطلب وجود فريق متكامل من الجراحين والأطباء على اختلاف تخصصاتهم والفنيين والعلميين وإخصائى التغذية الطبية والعلاج الطبيعى إلى جانب خبرة متخصصة فى التمريض والتأهيل. فهل تملك كلية طب المنصورة الآن هذا الزخم من التفوق؟! يفيد الخبر أنها فيما يبدو تملكه بالفعل فقد تعاون خمسة عشر طبيبا بين جراح للأطفال وجراح للمخ والأعصاب والمسالك البولية والتجميل على مدى إحدى عشرة ساعة على إعادة ترتيب معالم كل طفل على حدة وتمكنوا من فصلهما بسلام. نجاح العملية يضع كلية طب المنصورة على خريطة التفوق الطبى العالمى الذى سبق وسجل قسم جراحة الكلى والمسالك اسمه فيها بفضل جهد الأستاذ الدكتور محمد غنيم وحوراييه.. تحية واجبة لفريق العمل ولصاحب قرار التنفيذ الذى لم تنقصه شجاعة وساندته الخبرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved