كل انتهاك لكرامة الإنسان مجرم.
كل اعتداء على الحقوق والحريات مدان.
كل تبرير للانتهاكات فاسد.
كل احتفاء بعنف لفظى أو باعتداء جسدى مؤثم.
لا تقبل مبادئ العدل والحق والحرية الانتقاص أو الاجتزاء. وليس فى التورط فى إلغائها ونزعها عن آخرين مهما اختلفنا معهم، بل ومهما تورط بعضهم فى تبرير ظالم لانتهاكات أو تجميل زائف لاعتداءات، سوى انقلاب كامل عليها وسقوط بائس فى خانات المعايير المزدوجة وهيستيريا الانتقام يذهب بكل مصداقية أخلاقية وإنسانية. وليس الاحتفاء بالعنف ضد الآخر تبريرا وترويجا سوى مشاركة فى الجرم، ولا يؤشر على شىء غير تمكن مرض التشفى المعطل للضمير والعقل من أفراد ومجموعات.
الإدانة الخالصة هى الإجابة الوحيدة الممكنة على الاعتداءات اللفظية والجسدية التى تعرض لها بعض الإعلاميين المصريين على هامش اجتماعات الأيام الماضية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أدين فعل كل من برر أو يبرر المظالم وانتهاكات حقوق الإنسان. أدين فعل كل من وظف أو يوظف منبر إعلامى للترويج للسلطوية الجديدة وللدفاع عن مصالح النخب المتحالفة معها. أدين فعل كل من زين أو يزين لحكم الفرد وللرأى الواحد ولتخوين وتشويه المغردين خارج السرب بسلمية الفكرة والرأى والطرح. أدين فعل كل من زيف أو يزيف وعى الناس بنشر هيستيريا نزع الوطنية والتحريض على العنف والانتقام والعقاب الجماعى باتجاه المعارضين وباتجاه المطالبين باستعادة مسار تحول ديمقراطى حقيقى.
غير أن الإدانة القاطعة للأفعال هذه، ولأنها تستند إلى مبادئ العدل والحق والحرية، لا تعنى أبدا تبرير انتهاك كرامتهم الإنسانية أو الصمت على عنف لفظى وجسدى موجه إليهم أو التخاذل عن التعبير العلنى والصريح عن رفض الاعتداء عليهم.
المعنى الوحيد الممكن لابتعادنا عن السقوط فى «مستنقع» الانتهاكات والاعتداءات ولابتعادنا عن التورط فى الاحتفاء بها هو الامتناع عن مشاهدة المقاطع المصورة للاعتداءات والامتناع عن تداولها.
الفعل الوحيد الممكن لضمان اتساقنا مع القيم الأخلاقية والإنسانية التى نسعى للانتصار لها، ومع مبادئ العدل والحق والحرية التى ندافع عنها، هو الرفض القاطع والدائم للمعايير المزدوجة.