علم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو أنه على الرغم من أن الائتلاف الحكومى الحالى هشّ وقابل للتفكك فى أى لحظة، فإن المعارضة يمكن أن تتفكك بطريقة أسرع، بدءا من كتلتيْ حزبيْ اليهود الحريديم [المتشددين دينيا] واللتين بدأتا بمغازلة كبار المسئولين فى الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وانتهاءً بأعضاء الكنيست من الليكود، الذين من المتوقع بعد المصادقة على مشروع قانون يتيح لـ4 أعضاء كنيست من أى كتلة أن يقيموا كتلة مستقلة، أن يبدأوا بتلقى اقتراحات مغرية تخلصهم من الحياة المقفرة فى صفوف المعارضة بصورة سريعة وفورية.
وبناء على ذلك قام نتنياهو فى الآونة الأخيرة بالتشديد كثيرا على نقل رسالة إلى أعضاء الليكود فحواها أن الحكومة الحالية مؤقتة، وأن اليمين سيعود سريعا إلى سدّة الحكم. غير أنه لا بد من القول إن هذه الرسالة لا تهدئ روع وزراء الحكومة السابقة من الليكود، الذين يعتقد بعضهم أن الحرب التى يخوضونها فى الكنيست ولجانها ضد الحكومة الحالية لن تؤتى ثمارها قريبا. وفى ضوء ذلك بدأ بعضهم بإشهار السكاكين.
وقال أحد الوزراء السابقين من الليكود: «على مدار أعوام كثيرة تنازل نتنياهو عن العلاقات الحميمة بينه وبين أعضاء حزبه. فهو لم يطوّر أى علاقات خاصة معهم، بل على العكس كان ينظر إليهم بعين الشك والريبة. كذلك على مدار الأعوام تحولت العلاقة بين نتنياهو والآخرين إلى نوع من علاقة «هات وخذ».
وقال وزير سابق آخر من الليكود: «عمليا لا يوجد شخص فى الليكود يشعر بأن نتنياهو كان يأخذه فى الاعتبار. وهذا يتسبب بإحباط كبير. ومع أن هناك عددا لا بأس به من قادة الحزب تعايشوا مع هذا الشعور، إلّا أن البعض قرر أن يترك صفوف الحزب، مثل جدعون ساعر وزئيف إلكين. ولو نظرنا إلى الوراء أكثر يمكن القول إن أشخاصا آخرين فعلوا الأمر نفسه، مثل أفيجدور ليبرمان ونفتالى بينت [كلاهما كانا من طاقم نتنياهو]». وفى رأى هذا الوزير السابق نفسه «لا يوجد لدى نتنياهو الآن ما يعطيه، لا وظائف ولا ميزانيات. ولذا، فهو يحاول الآن أن يقيم من جديد علاقات خاصة وحميمة. لكن لا بد من القول إن غياب مثل هذه العلاقات هو الذى أدى إلى المشاكل الحالية».
وأكد عضو كنيست من الليكود شغل فى السابق منصب وزير أن «مشكلة نتنياهو تكمن فى أنه لا أحد يصدقه. ومن أجل تغيير هذا الوضع يتعين عليه أن يعمل بصورة قاسية جدا، وأن يعيد الثقة والعلاقات الإنسانية، ولست متأكدا من أنه ما زال يتذكر كيف يقوم بذلك ولذا، أقدّر بأن تبوء جهوده بالفشل».
على الرغم من ذلك لا يعتقد عضو الكنيست نفسه أنه سيكون من السهل حدوث انقسام داخل الليكود، وذلك لأن معظم أعضاء الكنيست يعتقدون أن المستقبل فى صفوف الليكود مضمون أكثر مما هو عليه فى صفوف أى حزب من الأحزاب التى تؤلف الائتلاف الحكومى الحالى.