يؤكد عدوان إسرائيل المدبر على قافلة الإغاثة الدولية إلى غزة، أن شهية إسرائيل فى ارتكاب المزيد من الجرائم لم تعد قابلة للإشباع فقبل أن تسترد توازنها على أثر اللطمات التى تلقتها من مجلس حقوق الإنسان بجنيف ومن الأمم المتحدة فى نيويورك بسبب جرائمها فى غزة التى وثقها تقرير جولدستون، وجدت نفسها متورطة فى جريمة أخرى ذات أبعاد دولية باغتيال محمود المبحوح على أرض دبى وباستخدام جوازات سفر مزورة لخمس دول فى وقت واحد هى بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا واستراليا تلقت إسرائيل صفعات طرد دبلوماسيها من كل من بريطانيا وأستراليا بعد أن أسقط فى أيديها وانكشفت فى جريمتها.

ومنذ أيام قليلة فضحت الوثائق التى تم الكشف عنه والخاصة بحقبة الحكم العنصرى فى جنوب أفريقيا، حجم العلاقات التى كانت تربط إسرائيل بالحكومة العنصرية هناك متحدية الخطر الدولى المفروض على النظام العنصرى وتقديم العون له لإحكام قبضته وممارسة أعماله القمعية ضد شعب جنوب أفريقيا. بل وكشفت الوثائق أن إسرائيل قد عرضت على جنوب أفريقيا إمدادها بأسلحة نووية مما هو فى حوزة إسرائيل.

ومما لا شك فيه أنه من خلال مأساة قافلة الحرية سيرى العالم ــ أنه لم يكن قد رأى من قبل ــ وجه إسرائيل الحقيقى. سيتأكد الأكاديميون والأساتذة والطلبة فى الجامعات الأمريكية والأوروبية أنهم كانوا على حق تماما بمطالبتهم بمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها نتيجة جرائمها فى حق الشعب الفلسطينى، ومن خلال فصول الجريمة الإسرائيلية الجديدة لابد وأن تتبين الولايات المتحدة مدى الضرر، الذى تحدثه التصرفات الإسرائيلية الحمقاء على الأمن والسلام فى المنطقة.

السلام الذى تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه باعتباره ضرورة استراتيجية للأمن القومى الأمريكى ذاته.