الوفد المعدل والبرادعى الفوسفورى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:36 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوفد المعدل والبرادعى الفوسفورى

نشر فى : الأحد 4 يوليه 2010 - 10:54 ص | آخر تحديث : الأحد 4 يوليه 2010 - 10:54 ص

 أعود إلى حديث «الاحتراف فى حزب الوفد» بعد أن منعنى طارئ من التعليق على رسالة رئيس الوفد الدكتور السيد البدوى التى نشرتها كاملة فى هذا المكان يوم الثلاثاء الماضى.بداية، لا يوجد مصرى واحد، عاقل ومسئول، يرفض أن يكون لدينا أحزاب قوية وفاعلة تعمل على إنهاء احتكار الحزب الوطنى للسياسة فى مصر، معتمدا من ناحية على ارتباطه الوثيق برئيس الجمهورية، ومن ناحية أخرى إضعاف الأحزاب الأخرى التى قد تصلح منافسا حقيقيا، عبر إغراق الحياة الحزبية بعدد هائل من عبوات حزبية صغيرة ومقلدة، صنعت فى ورش الحزب الوطنى وطرحت فى الأسواق باسم «أحزاب الأنابيب».

ومن هنا فإن امتلاك حزب ما بعضا من أسباب القوة والقيمة السياسية فى مواجهة الحزب الحاكم المتحكم يعد شيئا إيجابيا يستحق من الجميع الدعم والمساندة، فما بالنا لو كان ذلك هو حزب الوفد العريق؟غاية الأمر أننا لا نستطيع أن نقاوم دهشتنا من هذه الحفاوة الشديدة من جانب الحزب الوطنى فى استقبال وفد السيد البدوى، كما لا نستطيع أن نطلق الرصاص على علامات الاستفهام والتعجب فى عقولنا ونحن نتابع مشاهد الهرولة اليومية فى اتجاه حزب الوفد المجدد المعدل من شخصيات أمضت عمرها تغرد فوق غصون أشجار أخرى لا تعيش وتنمو وتزهر فى تربة الوفد.

أيضا لا نستطيع أن نتجاهل هواجس وظنون نشبت بفعل تفاصيل المشهد الراهن مؤداها أن الحزب الوطنى يشعر بالسرور والحبور بوفد السيد البدوى وأخبار انتقالاته الغزيرة التى تسد الآفاق، على نحو دفع بعض المتخابثين إلى تفسير الأمر بأن «الوطنى» يريد الوفد بديلا ثالثا للإخوان ولمشروع الدكتور البرادعى، ليكون منافسه الوحيد أو غريمه الأوحد ــ المقبول ــ لكى يمارس معه اللعبة السياسية فى مصر خلال الفترة المقبلة، سواء على مستوى انتخابات مجلس الشعب، أو على مستوى انتخابات الرئاسة، حيث يدور الحديث حاليا حول احتمالية ترشح الدكتور السيد البدوى نفسه لمنافسة مرشح الحزب الوطنى فى انتخابات الرئاسة.

وعلى الدكتور البدوى أو قيادات الوفد ألا تغضب عندما يستخدم أحد مصطلح «الصفقة» عند الحديث فى السياسة، ذلك أن السياسة لعبة خطيرة، تستخدم فى ممارستها كل الأساليب والأسلحة بما فى ذلك الصفقات. غير أن ظنون المتخابثين ليست وحدها التى تذهب إلى هذه الفرضية، بل إن أداء الوفد الجديد المتجدد يدعم ذلك أيضا، ولا يخفى على أحد أن ثمة إشارات تصدر من داخل الوفد نفسه تصيب محبيه بالإحباط، من ذلك ــ مثلا ــ أن معالجة الوفد الإعلامية لزيارة الدكتور البرادعى إلى الإسكندرية تضامنا مع أسرة قتيل الطوارئ خالد سعيد التقت فى بعض التفاصيل مع صحافة حكومية عقرت البرادعى ونشطاء التغيير بمنتهى العدوانية، ولعل الإفراط فى التركيز على وجبات البرادعى وأتباعه «الفوسفورية» كما اتفقت فى وصفها «الوفد» و«المساء» وجمهورية محمد على إبراهيم ما يعطى فرصة أكبر لظنون المتخابثين لتنتشر وتتسع وتستمر!
wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي