حطام مدرسة فى غزة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حطام مدرسة فى غزة

نشر فى : الإثنين 4 أغسطس 2014 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 أغسطس 2014 - 8:25 ص

نشرت صحيفة نيويوركر الأمريكية مقالا للكاتبة ايمى ديفيدسون تتحدث فيه عن مدرسة جباليا الابتدائية للبنات، فى غزة، عندما، تعرضت للتفجير ثلاث مرات، وفقا لتقارير الأمم المتحدة. وجاء قى المقال ما قالته وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل (أنروا) فى بيان «تم قتل الأطفال وهم نيام بجانب والديهم على أرضية أحد الفصول». وكانت مدرسة البنات التابعة للأمم المتحدة قد تحولت إلى ملجأ للنازحين، ويقول البيان: «التقييم الأولى لدينا هو أن المدفعية الإسرائيلية هى التى ضربت مدرستنا». ولقى حوالى عشرين شخصا حتفهم، وفقا للتقارير الصحفية، التى تضمنت لقطات لأطفال الجرحى وكتل ملطخة بالدماء على الأسرة. وتزيد الأرقام عن ذل كفى تقارير الأمم المتحدة التى تؤكد أنه تم «إبلاغ الجيش الإسرائيلى سبع عشرة مرة، بالموقع الدقيق للمدرسة، وأنها تستخدم ملجأ للمدنيين النازحين، لضمان حمايتها. ويقوم جيش الدفاع الإسرائيلى بالتحقيق فى الأمر، وطرح سيناريو أولى على لسان المتحث باسم الجيش الإسرائيلى فى تصريح لإذاعة بى بى سى، يفسر ما حدث بأنه تم إطلاق مدافع الهاون أولا من منطقة محيطة بالمدرسة، فرد الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار على المصدر الأصلى.

وقالت إسرائيل، مرارا وتكرارا، أنها لا «تستهدف» المدارس، وأنها تحاول، فقط، منع حماس من إطلاق صواريخ على إسرائيل ومن استخدام الأنفاق، ليس فقط لتهريب البضائع والالتفاف على الحصار على غزة؛ ولكن لإرسال مقاتلين إلى المناطق التى يعيش فيها إسرائيليون. (وكان قد تردد أن مقاتلين تسللوا عبرنفق مساء الاثنين، مما أدى إلى حادث قتل فيه جنود إسرائيليون)، ولكن المدارس تتعرض للقصف، ويقتل نتيجة لذلك الأطفال والكبار؛ مما يعنى، مع افتراض كل النوايا الحسنة، فشل خطة إسرائيل لتجنب قتل المدنيين. فقد قتل فى هذه الجولة ألف وثلاثمائة من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى ثمانى وخمسين من الإسرائيليين. وفى الأسبوع الماضى، قصفت مدرسة أخرى تابعة للأمم المتحدة، فى بيت حانون، كانت تستخدم كملجأ، ونفت إسرائيل بشدة مسئوليتها عن ذلك، وادعت أن صواريخ حماس هى المسئولة، زاعمة أن القصف الإسرائيلى طال فقط فناء المدرسة الذى كان خاليا؛ وقدم الإسرائيليون أشرطة فيديو، قالت شبكة بى بى سى إن الأمم المتحدة، شككت فى أنها تظهر بوضوح المسئول عن الحادث. والمعروف أن المدارس فى غزة تكتظ باللاجئين من جميع الأعمار، حيث فر إليها حوالى مائتى ألف نازح، أو واحد من كل تسعة أشخاص فى غزة. وتقول الأمم المتحدة: «هؤلاء هم الذين صدرت إليهم تعليمات من قبل الجيش الإسرائيلى، بترك منازلهم. «ويقول أحمد موسى الذى كان لاجئا فى المدرسة لصحيفة التايمز» أحرقوا بيتى والموت يطاردنا هنا.. فإلى أين يفترض أن أذهب؟».

•••

وأشارت ديفيدسون فى مقالها إلى رد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على هذا السؤال فى برنامج «واجه الصحافة». أجاب: «نحن لا نستهدف المدنيين. نحن نرد على أعمال حماس، ونطالب المدنيين بالمغادرة؛ بينما تطالبهم حماس بالبقاء. فلماذا تطالبهم بالبقاء؟ لأنها تريد أن تتراكم الجثث»، وعندما سأله المذيع «ولكن أين يمكن أن يذهبوا؟». قال نتنياهو: «هناك الكثير من الأماكن التى يمكن أن يذهبوا إليها. ولكن حماس تصر على ألا يذهبوا إلى أى مكان». ويعنى ذلك ببساطة أن نتنياهو يطلب من الفلسطينيين الانصياع إلى تحذيرات الجيش الإسرائيلى التى تأتى فى شكل رسائل نصية وإعلانات، وترك منازلهم. وأن المدنيين يموتون، وفقا لهذا المنطق، لأنهم لم يستمعوا إلى إسرائيل؛ واستمعوا إلى حماس. ولكن ليس لأنه قد لا يوجد «الكثير من الأماكن» التى تعتبر آمنة! من المفترض، أن هناك التزاما خاص على إسرائيل برعاية من فى الملاجئ، وذلك لأن هؤلاء الأطفال ذهبوا إلى حيث أرسلتهم! وتتساءل الكاتبة مستنكرة؛ بأى منطق يتم إبعاد الناس عن بيوتهم ويستمر قصفهم حتى فى الملاجئ لمجرد أن واحدا من العائلة متعددة الأجيال، له علاقة بحماس؟ فهل يضع مجرد معرفة أنك فى خطر، كل العبء عليك؟ وهل يقع اللوم عليك إذا كنت لا تستطيع الابتعاد؟ ربما يكون التصرف العملى أن تصبح لاجئا، أوحتى تغادر غزة، إن استطعت، ولكن هذا لا يجعل من الأمر منحة، أو بالضرورة، يعود الفضل فيها إلى من أنذرك بالرحيل! وإذا كانت حماس «تصمم على ألا يذهبوا إلى أى مكان،» فما الفائدة عمليا أو أخلاقيا من التحذيرات، ليس فقط للفلسطينيين، بل للإسرائيليين الذين يسعون لطمأنة أنفسهم؟

•••

واستطردت ديفيدسون؛ قال نتنياهو أيضا إنه تم العثور على صواريخ فى مدرسة أخرى للأمم المتحدة، وأن الأمين العام بان كى مون «ندد بحماس، وأدان حماس لتحويل هذه المدارس إلى أهداف عسكرية مشروعة»، غير أن العبارة التى استخدمها المتحدث باسم الأمين العام، كانت «الأهداف العسكرية المحتملة»، وهو ما يختلف عن «المشروعة»؛ وفى بيان لاحق لحادث بيت حانون، أشار الأمين العام إلى «حرمة مبانى الأمم المتحدة.»

•••

وأوضحت الكاتبة فى نهاية المقال أنه ربما تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تدعى، وهو ما فعلته، أن حماس أجبرتها على فعل ذلك، وأن توجه جميع الشكاوى فى هذا الاتجاه. غير أن هذا يصعب فى مثل هذه الأيام. فعندما كان الجرحى يعالجون فى مدرسة البنات، قالت إسرائيل أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار الإنسانى أربع ساعات، جزئيا، وأضافت، وفقا لما نشرته صحيفة التايمز، أن ذلك لا ينطبق إلا على المناطق التى لم يكن فيها قتال على أى حال، وأن من طلب منهم مغادرة منازلهم يجب عليهم عدم استخدام المهلة للعودة إليها. وينبغى أن يبقى الأطفال، الذين ينامون فى الفصول الدراسية، حيث هم. واختتمت الكاتبة مشيرة إلى ملاحظة؛ انهارت كريس جينيس، المتحدثة باسم أونروا، بكاء على قناة الجزيرة عندما كانت تتحدث عما كان يحدث لأطفال فلسطين أسر، فى تلك اللحظة.

التعليقات