يجب على نتنياهو أن يستمع إلى نفسه ويستقيل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يجب على نتنياهو أن يستمع إلى نفسه ويستقيل

نشر فى : الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 - 11:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 - 11:20 م

هذه هى اللحظة التى يجب فيها على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يستمع إلى نفسه. حدث هذا قبل عشرة أعوام. ففى مقابلة أجراها معه دانى كوشمرو فى القناة الثانية، وكان نتنياهو حينها رئيسا للمعارضة. يومها ازدادت الشبهات بشأن رئيس الحكومة آنذاك إيهود أولمرت، لكن بحسب القانون لم يكن مجبرا على الاستقالة. على الرغم من ذلك، طلب منه نتنياهو أن يستقيل، وقال له كلاما ما يزال صحيحا: «هناك رئيس حكومة غارق حتى أذنيه فى التحقيقات، وليس لديه تفويض عام وأخلاقى كى يقرر أمورا مصيرية بالنسبة إلى دولة إسرائيل. ويجب أن أعترف بأن هناك تخوفا حقيقيا، وليس من دون أساس، بأنه سيتخذ قرارات على أساس مصلحة شخصية تخدم بقاءه السياسى، وليس على أساس المصلحة الوطنية».
وضع نتنياهو سيئ للغاية. لم يحدث قط فى الماضى أن أوصت الشرطة بمحاكمة رئيس حكومة بسبب تهم فساد. هو وزوجته غارقان «حتى الرقبة» فى تحقيقات، ولأن الإنسان يحب نفسه، من الواضح أن غريزة البقاء لديه ستتحول إلى الدافع المركزى. يتحدث نتنياهو عن تطورات أمنية مهمة تتطلب مسئولية وطنية، لكن هذا يلزمه هو أيضا. أنا واثق بأنه شخصية عامة يضع المسئولية الوطنية نصب عينيه. صحيح أن مواقفه تتعارض بصورة كبيرة مع وجهة نظرى، لكننى لست مستعدا لأن أصدق الحجة التى تقول إنه أنانى، وإن تحقق الصهيونية ليس مهما فى نظره.
هذه هى اللحظة التى تتطلب منه أن يتخذ قرارا (وألا يترك الحسم بين يدى «شركائه» فى الائتلاف)، يجب عليه أن يتخلى عن منصبه، كما فعل أولمرت قبله، وأن يدافع عن براءته، وإذا كان فعلا واثقا من أنه «لن يحدث شىء لأنه لم يحدث شىء»، هو مضطر إلى أن يثبت ذلك. وبعدها ــ إذا رغب ــ عليه محاولة العودة إلى العمل السياسى، إذا كان لديه حد أدنى من المنطق، هذه هى اللحظة التى يجب أن يتصرف من تلقاء نفسه كما توقع من آخرين.
يدرك نتنياهو جيدا أن شخصا ماضيه ملىء بالسيئات لا يستطيع أن يوجه جهوده وطاقته إلى معالجة مشكلات عامة، وبالتأكيد اقتراح أفكار جديدة. قراره التمسك بالقانون الجاف وأن يفسر لنفسه وللعالم أن من حقه البقاء فى منصبه، لن يؤذينا وفى نهاية الأمر نحن فقط، بل أيضا من يفضل مصلحته المباشرة على المصلحة الواضحة للجميع.

يوسى بيلين
عضو كنسيت سابق
يسرائيل هيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات