اتفاق الإطار ليس خيانة أمريكية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:52 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اتفاق الإطار ليس خيانة أمريكية

نشر فى : الأربعاء 5 مارس 2014 - 5:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 مارس 2014 - 5:25 ص

افتتاحية «هاآرتس»

منذ أيام بدأ رئيس الحكومة زيارته إلى الولايات المتحدة حيث سيبحث مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مواصلة العملية السياسية، وصياغة اتفاق إطار، والمكانة الجديدة لإيران. لكن الروح القتالية التى يحملها نتنياهو معه تهدد بإفشال المسعى السياسى.

•والشروط الحالية ملائمة لذلك، فالأزمة فى أوكرانيا والتهديد بالحرب يشغلان البيت الأبيض ويحولان الاهتمام العام عن النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى. وهناك محمود عباس الذى خرج محبطا من اجتماعه الأخير مع وزير الخارجية جون كيرى إلى حد التهديد بأزمة، ولامبالاة الرأى العام الإسرائيلى، والضغط الكبير لليمين الذى يمنح نتنياهو دعما قويا. ويمكن أن نضيف إلى ذلك الدعم التقليدى لمنظمة الأيباك لسياسته.

•تصب جميع هذه الشروط فى مصلحة نتنياهو الذى يضع نصب عينيه هدفا واحدا: إنقاذ نفسه ودولة إسرائيل من المفاوضات التى قد تؤدى إلى انسحاب من المناطق، وتثمر اتفاقا للسلام. لقد بدأ الجدول الزمنى يضيق، ومن هنا سعى نتنياهو إلى التخلص بسلام من ضغط الشريك الأمريكى الذى يصر على ايصال الطرفين إلى توقيع اتفاق إطار. وفى الواقع، فخلال أشهر المحادثات العقيمة الماضية اتضح أن المفاوضات ليست بين إسرائيل والفلسطينيين بقدر ما هى بين إسرائيل وواشنطن. وهى مفاوضات كانت ولا تزال عقيمة، طافحة بالافتراءات ضد كيرى، وبالإيحاءات القاسية ضد أوباما والسخرية من سياسته إزاء إيران وسورية، واستخدام اللوبى اليهودى من أجل إلحاق الضرر بهذه السياسة. وقد أضيفت إلى هذا كله مبادرات قومية مثل قانون الاستفتاء العام والمطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية، تستهدف إفشال أى احتمال ضعيف بتوقيع اتفاق سلام.

•لكن على الرغم من هذا كله، فالشريك الأمريكى لم يتراجع. ونأمل ألا يتخلى خلال الاجتماع مع نتنياهو عن جهوده الضخمة، وأن يوضح لنتنياهو ولدولة إسرائيل ما الذى سينجم عن خسارة الشريك الأمريكى فى العملية السياسية. وإذا كانت واشنطن تعتقد أن استمرار النزاع لا يلحق الضرر بمستقبل إسرائيل فحسب بل أيضا بمصالح أمريكية حيوية، فإنه يتعين عليها أن تقول ذلك علنا

وأن تزيد من ضغطها على الطرفين.

•لا يذهب نتنياهو إلى واشنطن بوصفه ممثلا لليكود أو إسرائيل بيتنا، ولا بوصفه ناطقا باسم حزب البيت اليهودى، بل بوصفه رئيسا لحكومة إسرائيل. ولذا ينبغى عليه أن يولى أهمية عليا لاتفاق السلام وإزالة العوائق التى تعترض طريقه، والتوقف عن اتهام الفلسطينيين بإفشال العملية السلمية، والاستفادة من جهود أوباما. ويجب على نتنياهو أن يدرك أن اتفاق الاطار ليس إعلانا للحرب على إسرائيل، وبالطبع ليس خيانة أمريكية، ويتعين عليه ألا يقوم بتخريبه.

التعليقات