•• كان بتروجيت أفضل من الإسماعيلى، واستحق الفوز. وكان المقاصة أفضل كثيرا من سموحة واستحق الفوز. فى معظم الأحيان يذهب الفوز لمن يستحقه. والذى يستحقه هو الفريق الذى يجيد التعامل مع المباراة. والبداية هى الروح القتالية والتسلح بإرادة الفوز، والثقة بأن الفوز سيكون ممكنا وليس صعبا. وقد لفت النظر أن الفرق تتعلم الدروس من المباريات الأوروبية. وهناك الآن فى الأجواء ما يسمى بالأسلوب المدريدى.. يبدو أننا ندخل حقبة جديدة.
•• على الرغم من الظروف العامة والمحيطة،يظل الزمالك أفضل فرق الدورى الحالى. وقد سألنى أمس أحد مشجعى الفريق: هل نفوز بالدورى هذا الموسم؟
قلت: الفوز باللقب وارد جدا. والزمالك حتى الآن أفضل الفرق. وأسال الله أن تكتمل المسابقة،فقدحدث أن تأهل الزمالك مرة لكأس العالم للأنديةولم يذهب. والفريق يستحق الدرع هذا الموسم فهل يذهب إليه الزمالك هذه المرة؟..
•• فى تقييم أداء الفرق نجد أن هناك مصطلحات تستخدم كثيرا ومنها الانتشار، والضغط على الخصم، والكرات العرضية، والهجوم المتقدم، والدفاع المتأخر، والهجوم المرتد، والدفاع من المنطقة، واللعب الفردى، واللعب الجماعى. وأتوقف هنا عند معنى اللعب الفردى والجماعى. فاللاعب الذى يرى نفسه المنقذ والمخلص يتجه للفردية، واللاعب الذى يصاب بالغرور لمهاراته يلعب بصورة فردية، واللاعب الذى يراه الجمهور الأفضل والأروع يتحمل مسئولية فردية. وهذا الأداء الفردى يضيع إذا لم يمتلك اللاعب ملكات فريدة. إذ يجب أن يتسلح بقوة جسدية، ولياقة فائقة، وذكاء حاد، ورؤية سريعة وثاقبة للملعب، وإجادة لألعاب الهواء.. فالفردية التى كانت فى الستينيات والسبعينيات تظهر بسبب المساحات والأداء المتثائب لم تعد تصلح اليوم. لم تعد تصلح فى زمن الضغط والسرعة والعنف والقوة..
•• أما غياب اللعب الجماعى فهو لا يعنى أن لاعبى الفريق لا يمررون الكرة ولا يتبادلونها فقط.. فهذا ليس دقيقا. لكى يلعب فريق كرة جماعية عليه بالكامل وبكل خطوطه التحرك بصفة مستمرة. بدون تلك الحركة تسقط الجماعية قبل أن تبدأ. فالتحرك يصنع زميلا خاليا تمرر إليه الكرة. كذلك المساندة. فعندما يفقد الفريق الكرة ويبدأ مرحلة الدفاع، لا يكفى أن يتصدى لاعب للاعب. وإنما يتصدى ثلاثة للاعب. وبدون تلك المساندة، لا يكون الأداء جماعيا.. وهذه مجرد إشارات ونماذج بسيطة.
•• فى كرة القدم متعة التفاصيل الصغيرة والدقيقة. كل لحظة فى المباراة فيها مجموعة عمليات قد تكون منظورة للجمهور وقد لا تكون منظورة. وعندما لا يرى الجمهور تلك العمليات يكون الرأى فى اللعبة انطباعيا وعاما وكله عموميات.. وهذا جعل الآراء فى كرة القدم كثيرة ومتعددة ومختلفة، لأن فى الرأى الانطباعى مس من الانتماء. وبعض الانتماءات يكون المس فيها شديدا لا علاج له. وأمثال هؤلاء يرون فريقهم يلعب وحده، ويرون فريقهم ينتصر وحده، ويرون فريقهم خاسرا وحده. ويرون فريقهم مظلوما مغبونا وحده.. ويرون الحكم رجلا يحبون جدا أن يكرهونه لأنه سبب كل خطأ يقع فيه فريقهم وحده.