ماراثون كراتين رمضان - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماراثون كراتين رمضان

نشر فى : السبت 7 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 7 يوليه 2012 - 8:00 ص

الى متى سوف يستمر التعامل مع المصريين على أنهم شعب من المتسولين يمنحهم النظام الحاكم الهبات والمنح فى حلول المناسبات الدينية والقومية باعتباره صاحب اليد العليا على الشعب الفقير المحتاج؟ أقول هذا بمناسبة بدء موسم توزيع شنط رمضان ولم يتبق سوى بضعة أيام تفصلنا عن الشهر الكريم والمتوقع معه أن تشتد حلبة التنافس بين الإخوان والجيش فى كسب ود وتأييد الشعب الغلبان خاصة خلال الظرف الحالى باعتبارهما أغنى جهتين لديهما القدرة على صرف الأموال وتدبير السلع التى قد تشهد أزمات، لنرى مليونيات الخير لتوزيع اللحوم ومستلزمات رمضان وقد بدأت القوات المسلحة بالفعل ماراثون توزيع شنط وكراتين السمن والسكر والأرز والعدس والفول  والبلح على الفقراء فى المحافظات ويتكرر المشهد المهين، المئات فى كل مركز وقرية بانتظار سيارات الجيش المحملة بالحقائب الرمضانية، والأيادى الممدودة تتصارع لتلقف المنحة السنوية ووسط الزحام الرهيب يسقط العجائز مغشيا عليهم من شدة الحرارة والانتظار بالساعات تحت حرارة الشمس اللاهبة بينما يدهس البعض تحت الأقدام نتيجة التدافع.

 

وثمة مشهد أصابنى بالمرارة حين رأيت أفرادا من القوات المسلحة يعتلون سطح إحدى البنايات الواطئة التى تجمع أمامها العشرات من النساء والرجال فى شارع شهير بمدينة نصر كان الجنود يفرقون بعصيهم المتزاحمين والمتسلقين لسطح المبنى، الحالمين بالفوز بكرتونة أو شنطة رمضان لتتراجع مجموعات المحتاجين إلى الوراء تحت تهديد العصا لكن سرعان ما تتكرر المحاولة ويتكرر معها رد الفعل العنيف من قبل الجنود لوقف محاولة الكر والفر بالتأكيد ليس هناك إهانة أكثر من ذلك استرجع أيضا ما حكته لى أم محمود التى تعاوننى فى أعمال المنزل بعد ان تغيبت عن عملها لعدة أيام دون عذر علمت منها أنها حملت طفلتها الصغيرة وافترشت الأرض أمام أحد المساجد وسط أعدادا كبيرة من النساء الفقيرات بانتظار  أن يخرج عليهن الرجل صاحب اللحية البيضاء ليوزع عليهن أكياس اللحم لقد قررت أم محمود أن تضحى بأجرها من العمل الشريف المضمون وانتظرت أياما لتحظى بكيلو اللحم الموعود وذلك لأن ممارسات المانحين فى مصركرست لدى المقهورين والمعوزين ثقافة التسول بدلا من العمل نظير أجر.

 

كنت أتوقع بعد ثورة كان من أهم شعاراتها العدالة الاجتماعية أن يكون الهدف هو رفع مستوى معيشة الطبقة الفقيرة والاستجابة لرغبتها فى حياة كريمة  تختفى منها تلك المشاهد المؤسفة. متى نبدأ التعامل مع الفئات التى شاركت بفاعلية فى ثورة يناير المجيدة بما تستحقه من الاحترام لآدميتها.    

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات