** البريطانى توم فينى قام قبل أيام بإطلاق حملة لجمع التبرعات من الأوروبيين، لإنقاذ اليونان من شفا حفرة الإفلاس، وجمع خلال أيام ما يقرب من 600 ألف يورو. وهو إقترح أن يتبرع كل مواطن أوروبى بمبلغ 3 يوروهات على الأقل، لجمع مبلغ مليار و600 مليون يورو مستحقة للبنك الدولى.
وقال توم فينى وهو شاب من لندن فى الـ29 من العمر يعمل فى متجر للأحذية، كل أوروبى عليه التبرع بمبلغ يوازى ثمن طبق سلطة. وشهد اقتراح الشاب إقبالاً هائلاً من جانب مواطنين بريطانيين، وألمان بجانب جنسيات أخرى.
** وتعليقا على اقتراح الشاب البريطانى خرجت تعليقات من مواطنين عرب جاء فيها أنه كان من الأفضل أن يجمع الأوروبيون مالاً لغلابة الشرق الأوسط. وهو أمر عجيب. فلماذا نطلب ذلك من الأوروبيين. فإذا كنتم حضراتكم ترون أن الشرق الأوسط يعج بالغلابة والفقراء فلماذا لا يتبرع عرب آسيا وإفريقيا بدلاً من استيراد الخير من الغير، وبدلاً من البحث عن حلول لأزمات الفقر فى أوروبا وليس بيدنا؟!
** على أى حال فى الاقتراح الذى قدمه الشاب البريطانى توم فينى إنسانية وابتكار لكن المخرج السينمائى الفرنسى جين لوك جودارد قدم الحل لأزمة أوروبا المالية الحالية المتمثلة فى اليونان. والحل مبتكرو بسيط للغاية. وهو أمر متوقع من رجل فنان صاحب خيال.. يقول جين لوك: «اليونان قدمت لنا المنطق. وأرسطو هو الذى قدم لنا كلمة لذلك.. إنها تماما مثل جملة أنت لم تعد تحبنى. وهى جملة يستخدمها الملايين من البشر. ولذلك فإنه واجب علينا نحن أهل أوروبا كلما استخدمنا كلمة لذلك أن ندفع 10 يوروهات لليونان للخروج من أزمتها المالية الطاحنة، وبالتالى لن يضطر الشعب اليونانى إلى بيع الأكروبولس إلى ألمانيا».
** ويرى صاحبنا المخرج السينمائى صاحب الخيال أن العالم يمتلك الآن تكنولوجيا تسمح له بمراقبة ومتابعة كل من يستعمل كلمة لذلك على محرك البحث جوجل.
** إذا كان كلمة لذلك التى قدمها لنا أرسطو منذ مئات السنين، وتحديدا فى القرن الخامس قبل الميلاد، يمكن أن تحل أزمة اليونان، فإن الإغريق عندهم الكثير الذى يمكن أن يجنى لأحفادهم اليونانيين، ثروات تعادل ثروة البترول.. فأصل كلمة ديمقراطية إغريقى، وهى من كلمتين (ديموس) و(كراتوس) وتعنى حكم الشعب لنفسه.. وبما أن العالم كله من شماله إلى غربه ومن جنوبه إلى شرقه وحتى من أمريكا إلى كوريا الشمالية يتحدث وينطق ويستخدم كلمة الديمقراطية فإنه بناء على منطق المخرج الفرنسى.
جين لوك جودارد، الذى يقترح سداد أموال مقابل لليونان كملكية فكرية مقابل استخدام منطق أرسطو، فإن لأهل اليونان حقوق هائلة عند كل العالم تسدد ديونهم، وتصنع لهم فائضا يمكنهم من تسليف البنك الدولى ومساعدته.
** الفكرة على الرغم من جنانها عجبتنى.. فالعالم يدين للحضارات القديمة بما هو فيه الآن. يدين لحضارة قدماء المصريين، والصين، والأنكا، والفرس والأشوريين، وغيرهم.. وعلى هذا العالم أن يسدد لنا مليارات مقابل الأهرامات وهندستها، والمعابد ورونقها، وعلوم الفلك، والطب، والتحنيط، «والتعريفة التى خرمناها». وذلك بجانب مفردات اللغة التى تبدو كأنها ابتكارا مصريا مثل كلمة شفافية وأختها نزاهة..إإ..