فى حال قيام حكومة وحدة وطنية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:58 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى حال قيام حكومة وحدة وطنية

نشر فى : الجمعة 6 سبتمبر 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 6 سبتمبر 2019 - 9:40 م

إذا لم يطرأ تغيير دراماتيكى من الآن حتى الانتخابات، فإن من المحتمل ألاّ يكون هناك فوز حاسم وبارز لإحدى الكتل على الأُخرى. ومعنى هذا أن المعركة المركزية التى ستدور فى اليوم التالى للانتخابات هى بين الحزبين الكبيرين، وإذا حدث تعادل بين الكتلتين وبين الحزبين فى آن معا، يمكن أن نستيقظ فى صبيحة اليوم التالى للانتخابات على السؤال التالى: من سيُكلَّف بتأليف حكومة وحدة؟
فى هذه الحالة فإن سؤال الأقدمية له أهمية مصيرية، وخصوصا إذا فرض الحائط المسدود عملية مداورة، وبالتالى مَنْ يأتى فى المرتبة الأولى يتولى رئاسة الحكومة. وإلى أن يصل دور مَنْ حلّ فى المرتبة الثانية، يمكن أن يجرى حل الكنيست مجددا.
مرة واحدة فقط أنهت حكومة وحدة وطنية فى إسرائيل ولايتها، ففى سنة 1984 لم تسفر الانتخابات عن حسم واضح بين الكتل، وحصل الحزبان الكبيران معا على 84 مقعدا: 44 مقعدا لحزب العمل، و41 مقعدا لحزب الليكود. وكان شمعون بيرس أول من تولى رئاسة الحكومة، وفى سنة 1986 أعطى مكانه إلى يتسحاق شامير.
كانت هذه آخر مرة ينجح فيها أمر كهذا حتى النهاية. ففى انتخابات سنة 1988 فاز الليكود على العمل بمقعد واحد فقط (40ــ39)، وفضّل شامير الاستمرار فى حكومة الوحدة الوطنية التى صمدت عامين على الأقل، ثم سقطت. وعاشت المنظومة السياسية طوال أشهر فى وضع من الفوضى، إلى أن جرى تأليف حكومة ضيقة برئاسة شامير.
منذ ذلك الحين، امتنع الحزبان الكبيران من تأليف حكومة وحدة وطنية. فقد فضّل رابين فى سنة 1992 حكومة ضيقة جدا. وفى سنة 1996، فضّل نتنياهو، كرئيس حكومة شاب، عدم تقاسم السلطة مع حزب العمل. وفى سنة 1999، وجد باراك نفسه فى مواجهة كنيست معارض، ولم يتعامل مع الليكود كشريك. وفى سنة 2001، فضّل شارون تأليف حكومة وحدة مع إسرائيل واحدة (هى «العمل»)، لكن فى نوفمبر 2002 استقال وزراء من حكومة الوحدة، لأنه كما قلنا، لا تستطيع حكومات من هذا النوع الصمود طويلا.
لا يمكن التأكيد أنه بعد الانتخابات ستتألف حكومة وحدة، ولا يمكن معرفة ما هى تركيبتها: مع ليبرمان أو من دونه، مع الكتلة الحريدية أو من دونها. نظريا، هناك أيضا احتمال نشوء ائتلاف من دون ليبرمان والحريديم لكن مع «اليمين الجديد» (من دون سموتريتش)، أو مع عمير بيرس.
السؤال الأساسى هو: من يؤلف الحكومة، الليكود أو أزرق أبيض؟ فحكومات الوحدة الوطنية لم تأخذ على عاتقها حتى اليوم قرارات حاسمة، سياسية أو عسكرية مصيرية. وكل القرارات الحاسمة أخذها رؤساء حكومات ضيقة، على غرار قرارات الانسحاب من سيناء، وحرب لبنان الأولى (والثانية)، واتفاق أوسلو، والخروج من لبنان، والانفصال عن غزة. كما أن ثمة أهمية لا بأس بها لشخصية رئيس الحكومة، ولانتمائه الحزبى أيضا فى فترة عدم اتخاذ قرارات حاسمة. مَن يدير الاتصالات مع الرئيس ترامب بشأن خطته السياسية، أو بشأن المسألة النووية؟
صحيح أن الفوز بمقعد واحد لا يقرر؟ ففى سنة 2009 أصرت تسيبى ليفنى على أن 28 مقعدا لحزب كاديما أفضل من 27 مقعدا لليكود، وفشلت بسبب وجود حسم واضح بين الكتلتين. لكن هذه المرة لا يبدو أن هناك حسما واضحا بين الكتلتين.
من المحتمل جدا أن يكون هناك حسم فى 17 سبتمبر، وأن يحصل الليكود أو أزرق أبيض على أغلبية لتأليف حكومة، مع مداورة أو من دونها. لذا يجب أن نستعد لهذا السيناريو أيضا.

صوفى رون ــ موريا
يسرائيل هَيوم

التعليقات