كفر غرناطة.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:27 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كفر غرناطة..

نشر فى : الثلاثاء 7 أبريل 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 أبريل 2015 - 9:25 ص

•• هذا الفوز الكبير الذى حققه ريال مدريد على فريق كفر غرناطة لكرة القدم (مع الاعتذار لكل كفر ونجع) يمثل واحدا من الانتصارات التى تتحقق بسبب ظروف وحالة انهيار أصابت المهزوم. فليس كل مباراة سيخوضها ريال مدريد ستنتهى بفوزه بنصف هذه الأهداف، ولن يسجل رونالدو بسهولة خمسة أهداف، وهى المرة الأولى له فى الدورى الإسبانى، كما انه الفوز الكبير الأول لريال مدريد بهذه النتيجة منذ فوزه على ريال سوسييداد بتسعة أهداف فى عام 1967.. ولاشك أن الفروق الفنية شاسعة بين الريال وبين غرناطة، لكنه ليس شاسعا لدرجة أن يسجل الريال تسعة أهداف. فتلك مباراة حالة، تماما كما خسر مانشستر يونايتد بخمسة أهداف قبل عام فى مباراة حالة. وتماما أيضا كما فاز الأهلى على الزمالك بستة أهداف فى الدورى، وكما فاز الزمالك على الأهلى بستة أهداف أيضا، فى كأس مصر، والمثل بالمثل من باب التوازن، مع ملاحظة أن الأهلى لعب مباراة الكأس بدون 14 لاعبا أساسيا عام 1944 لعقابهم للسفر إلى فلسطين تحت اسم منتخب نجوم القاهرة.

•••

تلك مباريات ليس من السهل تكرارها، لعبا ونتيجة، خاصة أن التوفيق يكون اللاعب رقم 12 أحيانا، فكل تسديدة تراها هدفا، وكل محاولة تذهب إلى مرمى الخصم وتحتضن شباكه عشقا ونغما بأقل مجهود. بينما يمكنك أن ترى الفريق نفسه وهو يبحث عن هدف ويبدو كعملية ولادة متعثرة أو قيصرية.. إن كرة القدم فيها العجائب، ومن عجائبها ما جرى لكفر غرناطة فى مواجهة ريال مدريد..

لكنه ليس من العجائب أن يتأهل الأهلى والزمالك وسموحة إلى دور الستة عشر فى بطولتى إفريقيا، وإن كنت أستثنى وأثنى على سموحة لأن منافسه هو أنيمبا، لأن الفريق لم يفقد سيطرته ولم يفقد عقله، ولم يفقد أعصابه على الرغم من تأخر التهديف. وأعتب على سموحة فى الوقت نفسه لخسارته فى مباراة الذهاب بهدف.. بينما أسجل للأهلى والزمالك الفوز خارج الأرض. على الجيش الرواندى وزميله رايون سبورت.. فمن قواعد الفوز بالبطولات، وأهمها أن تلعب كى تفوز خارج أرضك، لم يعد هناك هذا الفارق «الستينى» (نسبة إلى الستينيات من القرن الماضى) فى بطولات كرة القدم. حين كانت الفرق المصرية تذهب وتخسر خارج أرضها بهدفين أو بهدف وتحتفل «بما يسمى نتيجة طيبة» وهى لا طيبة ولا حاجة.. وكانت تلك النتائج قد ترسخت فى أذهان لاعبينا وباتت تقليدية ومقبولة.. وعندما بدأ الكابتن محمود الجوهرى ــ رحمه الله ــ يستخدم تعبير المباراة 180 دقيقة على شوطين هنا وهناك بدأت النتائج تتحسن نسبيا..

•••

مبروك للفرق الثلاثة التأهل لدور الستة عشر فى البطولتين.. ورجاء الاحتفاظ بنزعة اللعب للفوز خارج الأرض.. فالهدف يساوى هدفين، والفوز يساوى بطولة.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.