الحكم الأجنبى مثل «حرب الضرورة»..؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحكم الأجنبى مثل «حرب الضرورة»..؟

نشر فى : الأربعاء 7 أبريل 2021 - 8:10 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 أبريل 2021 - 8:10 م

** فى 18 أبريل و10 مايو يلتقى الأهلى والزمالك فى مباراتى قمة بالدورى فى الأسبوعين الرابع والحادى والعشرين، وفى نهاية مارس كان مصدر مسئول فى اتحاد كرة القدم أكد أن المباراتين سوف يدريهما أطقم تحكيم أجنبية. وفى منتصف ليلة الثلاثاء أصدر الزمالك بيانا يقول فيه إنه يرفض إسناد مباراتى القمة لأطقم تحكيم مصرية، وقال الزمالك فى بيانه: «نرفض أى اتجاه لفكرة إسناد المباراة لطاقم مصرى والالتزام بالمتعارف عليه فى مباريات القمة بوجود طاقم تحكيم أجنبى خاصة أنه لا يوجد ما يعوق ذلك وضمانا لرفع الحرج عن الحكام المصريين فى مثل هذه المباريات الحساسة».
** أولا ما هى حكاية المصادر المسئولة التى تصرح فى الخفاء. وأتحدث هنا عن المصدر المسئول فى اتحاد الكرة الذى قال إن المباراتين سيدريهما طاقم تحكيم أجنبى. ولا أفهم لماذا تحرمونا من طلتكم وقرارتكم ورأيكم بوضوح، فلا أظن أن الأمر هنا يحتاج إلى أن ينسب القرار إلى مصدر مسئول. ثانيا إذا كان تقرر فعلا إسناد القمة إلى أطقم تحكيم أجنبية فلماذا يصدر الزمالك بيانا يقول فيه إنه يرفض الحكم المصرى، ولو كان تبريره «حتى يرفع عنه الحرج فى مثل هذه المباريات الحساسة»؟!
** «بجد أنا مش عارف».. هل قالت فعلا شخصية فى الاتحاد القرار وقامت الصحافة والإعلام بنسب القرار لمصدر مسئول أم لا؟ إلا أن المصادر كلها أصبحت مخفية الاسم ومسئولة أيضا. و«مش عارف» إذا كان القرار واضحا مبكرا من نهاية مارس فلماذا يصدر الزمالك بيانا؟ ما هى حكاية البيانات.. لماذا بيان؟ ولماذا لم يخاطب الزمالك الاتحاد مباشرة وفقا للقواعد والقنوات الرسمية التى تحكم علاقة الأندية بالاتحاد؟ وهو أمر انتقدته كثيرا فيما يتعلق بتسجيل كل الأندية لاسيما الكبيرة، الأهلى والزمالك، مواقفها فى بيانات، فيما أفهمه أنها مخاطبات للجماهير وليس للاتحاد أو تسجيل مواقف أمام الجمهور والرأى العام الذى ينتمى للنادى.. فهل هذا صواب؟
** لا.. ليس أمرا صائبا. كما أن تسلسل قصة الحكم الأجنبى بقرار الاتحاد فى مباراتى القمة وصدور بيان الزمالك، يقودنا إلى حالة سلبية، قد تعنى أن النادى يقصد أنه لا يثق فى الحكم المصرى، وأنه يخشى عدم إنصافه وهو يواجه الأهلى.. فهل هكذا تسير الأمور؟
** هى تسير هكذا وهكذا من زمان..!
** مباريات الأهلى والزمالك منذ سنوات طويلة لابد أن يديرها حكم أجنبى، أنه ضرورة مثل حرب الضرورة. وهذا ليس ذلك شكا فى قدرة الحكم المصرى، وإنما جماهيرنا لا تصدق قرارات الحكم المصرى، بسبب سنوات من «الدق بالشاكوش» على فكرة أنه يجامل فريق على حساب فريق أو أنه أخطأ متعمدا. أو لأن الأهلى والزمالك أصلا على رأسيهما ريشة، فكانت صفارة الحكم تخرج فرحانة عندما يسجل أحدهما هدفا فى مرمى فريق ثالث؟!
** الجمهور يصدق الحكم الأجنبى ظنا أنه محايد ولا يعرف الأهلى ولا يعرف الزمالك، لكننا مجتمع كرة القدم هو الذى صدر للجماهير هذا الشك، منذ اختيار معلق محايد لا ينتمى للفريقين للتعليق على المباراة. وهذا المجتمع هو الاتحاد الأندية والإعلام. بينما منذ سنوات كان يدير مباراة الأهلى والزمالك حسين إمام عم حمادة إمام. وكان يعلق عليها محمد لطيف الذى لعب للزمالك وعاش فيه لاعبا وحكما وإداريا.. ولم نكن نعرف وقتها ما نعيشه الآن من فوضى واحتقان ولغط وإساءات وحكايات كلها خارج نصوص الرياضة وروحها..
** الله يرحم الروح الرياضية فى ملاعبنا من زمان. نسألكم الدعاء؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.