معركة ترتيب الأوراق - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:49 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معركة ترتيب الأوراق

نشر فى : الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 يوليه 2015 - 11:15 ص

قيل الكثير وسيقال أكثر، عن ما جرى فى سيناء الأسبوع الماضى، وما شهدته الشيخ زويد ورفح من هجوم إرهابى غادر، تمكن رجال القوات المسلحة وزملاؤهم فى الشرطة من دحره، وإحباط ما خططت له عصابات الإرهاب لإعلان ولاية داعشية على جزء من أرض الفيروز. ما حدث رافقه سؤال معاد ومكرر عن كيفية كسر شوكة الإرهاب، والقضاء عليه بشكل شبه كامل؟

الإجابة على السؤال تحتاج إلى اجتهاد صادق من كل المصريين الباحثين عن مصر الجديدة القادرة على امتلاك زمام المبادرة من جديد فى جميع مناحى الحياة، عقب السنوات العجاف التى أوصلتنا إلى ما نواجهه فى الوقت الراهن من مصاعب، الإرهاب أحد تجلياتها.

طبعا الاصطفاف خلف القوات المسلحة، فى مواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية، واجب وطنى، تمليه اللحظة الراهنة، كما أن من يرفع السلاح يواجه بالسلاح، وهى قاعدة راسخة فى كل الأعراف، فما يجرى من محاولات لدفعنا باتجاه الفوضى، وزيادة رقعة عدم الاستقرار، وجرنا إلى مستنقع سقطت فيه أكثر من دولة فى الجوار القريب والبعيد، أمر لا مراء فيه.

لكننا فى الوقت ذاته نحتاج إلى ترتيب الأوراق، بما يجعل الجبهة الداخلية أكثر صلابة، ولتكون الصخرة التى تتحطم عليها أوهام الجماعات الإرهابية، وهذه نقطة لا يجب أن نتغافل عنها، خاصة وأن حربنا مع الإرهاب لن تنتهى بين عشية وضحاها، فهى معركة النفس الطويل، ولا يجب ترك أية ثغرة يمكن أن ينفذ منها الإرهابيون لكسب أى تعاطف، أو الحصول على أى دعم ولو حتى معنوى.

ترتيب الأوراق يقتضى أن يستهدف كل قرار يتم اتخاذه تخفيف العبء عن السواد الأعظم من المصريين فى معيشتهم، فيجد الأبناء تعليما لائقا يخلق أجيالا مسلحة بالعمل والمعرفة، لا بالجهل والتخلف الذى يمثل مددا وعونا لأصحاب الفكر التكفيرى، ودعاة القتل والعنف، وأن يحصلوا على فرص فى العمل، لا تعرف الواسطة طريقا إليها، يتساوى فى ذلك ابن الوزير مع ابن الخفير، لا فرق بين ابن القاضى ونجل الزبال.

المطلوب عدالة اجتماعية حقيقية يحصل من خلالها الآباء والأمهات، فى أواخر العمر، على نظام تأمينى يقيهم الفقر والعوز، وعلى علاج يجنبهم الانتظار الطويل على أرصفة المستشفيات العامة التى تحولت بفعل الإهمال إلى ساحة الداخل إليها مفقود والخارج مولود، نحتاج إلى احترام كامل للقانون، وعدالة ناجزة تعطى كل ذى حق حقه، وبما يردع الظالم وينتصر للمظلوم.

وضمن ترتيب الأوراق أيضا، الضرب بمطرقة من فولاذ على رأس كل فاسد ومفسد، تمتد يده إلى المال العام، وأن ندعم ونمكن أجهزة الرقابة لملاحقة مثل هؤلاء الذين ينخرون كالسوس فى جسد الوطن، ويحرمون فرصه فى النهوض الحقيقى، وقدرته على مواجهة العواصف، واللحاق بركب التقدم، بعد أن بتنا فى ذيله، وسبقتنا أمم وشعوب كانت تحبوا عندما كنا نتقدم الصفوف.

نحتاج إلى صدق مع الذات وشجاعة فى الاعتراف بالأخطاء، لأنها البداية للتصحيح والقفز على المعوقات، وفى هذا الجانب لابد أن يكون إعلامنا أكثر انشغالا بالتحديات، والبحث عن كل مبدع وصاحب فكر، لا إعلاما للردح وخلق المعارك الوهمية، وإلهاء الناس بتوافه الأشياء. ومن قبل ومن بعد، نريد رؤية سياسية، وخطة اقتصادية، تصب فى علاج الأمراض الاجتماعية التى طفت على سطح حياتنا وباتت سببا ونتيجة فى آن لكثير من المشكلات.

التعليقات