أجيال زمن الحلمنتيشى.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:25 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أجيال زمن الحلمنتيشى..

نشر فى : الأحد 7 أغسطس 2011 - 10:54 ص | آخر تحديث : الأحد 7 أغسطس 2011 - 10:54 ص

 ●● يعرف الأجنبى أنه سوف يقضى إجازته فى شهر ديسمبر من عام 2015 فى مدينة الغردقة، بينما لا يعرف المصرى أين يذهب هذا المساء؟.. تعرف اتحادات كرة القدم فى الكرة الأرضية موعد بدء منافسات الدورى العام فى بلادها بالساعة واليوم، ونحن لأننا نسكن زحل، لا نعرف متى ستقام مسابقتنا القادمة.. وهل حقا سيبدأ موسم الدورى بكأس مصر أم سيؤجل الكأس الماضى ليلحق بالكأس اللاحق فنلعب كأسين فى موسم واحد؟

●● هذا التهريج وهذا الأداء الحلمنتيشى من بقايا زمن وعصر الحلمنتيشية، وبالتالى هو ليس غريبا على المجتمع الرياضى (بلاش إنها فى المجتمع عموما الذى رفض وتظاهر عندما تم تعيين محافظ بعينه، ثم قام المجتمع نفسه بالتظاهر عندما تقرر نقل المحافظ لمحافظة أخرى.. ماذا تسمون ذلك؟!).

●● غيره: رحل هانى سعيد عن الزمالك بلا مقابل إلى المقاصة، ثم استعاره الزمالك وسدد مليون جنيه من قيمة عقد اللاعب مع المقاصة، على أن يتحمل رواتبه الشهرية وقيمة العقد بالكامل.. الموضوع هنا لماذا ترك هانى يرحل بطريقة: «الباب يفوت جمل»..؟!.. وفى الأهلى (ليس من باب التوازن) رحل أحمد شديد قناوى إلى المصرى بسبب قصر قامته وضعف جسده وفقا لتصريحات جوزيه أيامها، ثم استرده الأهلى وكاد يخوض معركة بسببه، فهل طالت قامة قناوى فى المصرى..؟

●● هذا ليس تشكيكا فى اللاعبين شديد وسعيد إطلاقا، ولا فى مهاراتيهما، لكنه فى اعتقادى دليل آخر على السياسة الحلمنتيشية السائدة فى مجتمعنا (أذكركم أن السنة السادسة الابتدائية ألغيت بلا سبب مفهوم، ثم عادت بلا سبب مفهوم أيضا وهناك رجال يقال عنهم علماء، يتحدثون منذ 25 عاما عن تطوير التعليم.. أه ياراسى؟!).

●● فى أجيال باقية من العصر الحلمنتيشى (يبدو لى الآن مثل العصر الجليدى) يعلن عن إقامة مباراة بين الزمالك وبين ريال مدريد بمناسبة المئوية، ويسأل أهل مدريد عن المباراة فيكون الرد: لا نعلم عنها شيئا.. ثم يعلن عن مباراة بين الزمالك وبين ليفربول، وقام موقع «فى الجول» بسؤال أهل ليفربول باتصال مباشر، فكان الرد: لا نعرف شيئا عن تلك المباراة.. أليست تلك حلمنتيشية؟!

●● فى الحلمنتيشية السياسية الكثير، ومصر كلها تتناوله، وفى الحلمنتيشية الرياضية ما هو أكثر من الكثير، فلايوجد شىء واحد يمر بلا جدل يرتفع دائما إلى مستوى العراك العام والعلنى: من يدرب المنتخب الأول.. زروان أم برادى.. من المدرب العام غريب أم رمزى؟ من يرأس الإسماعيلى الكومى أم يرفضه بقايا المجلس المنتخب أم يعود المجلس الذى كان منتخبا بسبب حركة المحافظين.. ومالها حركة المحافظين بإدارة الإسماعيلى.. ما هذا القانون الأبله وتلك القواعد الإدارية البلهاء التى لا علاقة لها بالرياضة؟

●● «عرفنا كلمة حلمنتيشى من الشعر، وهذا الشعر، كما جاء فى الموسوعات، هو شكل من أشكال الشعر الفكاهى والشاعر حسن شفيق المصرى أول من أطلق هذا الاسم عليه، وأصل الكلمة من كلمتين، الأولى هى حلا من حلاوة الشىء. والثانية منتيشى من نتش الشىء أى جذبه. والنتاش فى العامية المصرية هو الفشار أو الكذاب. وبهذا تكون الكلمة إما أن تعنى النتش الحلو أو الفشر اللذيذ».

●● توقفوا: لا يوجد نتش حلو طبعا ولا فشر لذيذ إطلاقا.. وهذا التفسير يساوى عندى أن تعبر عن إعجابك بموهبة ابنك وهو يعزف على البيانو فتناديه: «يامجرم..أو يابن.. الإيه..؟!».

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.