الحل عند رئيس الجمهورية - محمد علي خير - بوابة الشروق
الأحد 13 أبريل 2025 4:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الحل عند رئيس الجمهورية

نشر فى : الإثنين 7 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

جميع الحكومات التى تولت إدارة البلاد عقب ثورة يناير لم تتوافر لها فرص الإنجاز أو العمل بهدوء، بل جميعها عملت تحت ضغوط جماهيرية أو ثورية غير مسبوقة، ويمكن أن نعرض سريعا لعدد من تلك المنغصات (إن جاز التعبير) التى تعرضت لها حكومات مصر منذ 2011 وكانت كالتالى:

1ــ مظاهرات شعبية شبه يومية غطت تقريبا جميع أنحاء الجمهورية وجرت تسميتها بالاضرابات الفئوية,وحاولت تلك الحكومات الاستجابة لبعض مطالب المضربين، مما زاد من عجز الموازنة.

2 ــ تراجع كبير فى الاحتياطى النقدى الأجنبى، والذى ظل يتناقص يوما بعد آخر، مما أدى الى تراجع التصنيفات الائتمانية لمصر.

3 ــ توقف شبه تام لمصادر الدخل الأجنبى، وحدث ذلك فى قطاع السياحة، كما تراجع الاستثمار الأجنبى حتى وصل الى معدل الصفر، وتأثرت القطاعات الإنتاجية بالدولة مثل قطاع التشييد والبناء والاتصالات، وزاد حجم البطالة فى السوق مع عودة العمالة المصرية من بعض الدول العربية التى شهدت ثورات شعبية مثل ليبيا وسوريا واليمن على سبيل المثال.

4 ــ انقسام سياسى حاد فى الشارع المصرى، عندما تحولت مصر الى فسطاطين، أنصار الدولة المدنية وأنصار الدولة الدينية، وقد انعكس ذلك بالسلب على الأداء العام للدولة.

5 ــ غياب تام للأمن فى كل محافظات الجمهورية وصاحب ذلك ارتفاع معدلات جرائم السرقة والنهب، كما فقدت الدولة هيبتها بصورة غير مسبوقة.

6 ــ استنزاف المؤسسة العسكرية فى (وحل) السياسة المصرية ونزولها الشارع المصرى حدوث احتكاكات مع المواطنين، وكذلك توريط الجيش المصرى فى مستنقع الارهاب فى سيناء.

7 ــ كل الحكومات التى تولت المسئولية بعد ثورة يناير، لم تلق الدعم السياسى الكافى من القوى السياسية الرئيسية وكذلك من وسائل الاعلام بل إن ادارات حكومية بالدولة المصرية خرجت عن العمل أو توقفت بشكل مؤقت.

هذه هى الصورة التى عملت فيها كل الحكومات ومن ثم كان طبيعيا ألا تحقق انجازات ملموسة للمواطن وان كان بعضها قد اجتهد مثلما فعلت حكومة الجنزورى، حتى أنها الحكومة الوحيدة التى زاد فى عهدها الاحتياطى الأجنبى بما قيمته نصف مليار دولار، ولم يسجل تراجعا.

إذا تركنا الحديث السابق وانتقلنا الى حكومة الدكتور الببلاوى، فإنك عندما تدقق فى التفاصيل سوف تكتشف أن الحكومة الحالية لم تعان مثلما عانت كل الحكومات السابقة عليها، فحكومة الببلاوى لا تفاجئها الاضرابات الفئوية كل يوم، كما أن الاحتياطى الأجنبى فى تزايد مستمر بل إن الدعم العربى غير المسبوق (الخليجى تحديدا) لمصر لم نشهده منذ حرب أكتوبر، ناهيك بالطبع عن التفاف الشعب والقوى السياسية حول الحكومة الحالية، كما أن الاستقرار الأمنى بات ملحوظا وقويا.

رغم كل تلك الأجواء التى لم تشهدها أى حكومة بعد ثورة يناير، الا أن حجم الانجاز لوزارة الببلاوى يكاد لا يذكر، رغم توافر كل عناصر النجاح، ظنى أنه لن يتوافر لحكومة قادمة، ما توافر للببلاوى وحكومته من عناصر النجاح، لكن السؤال المحير هو: لماذا فشلت تلك الحكومة فى تحقيق أى انجاز ملموس، بل بات الرأى العام يضيق بها ذرعا، وهل من حل سريع يأتى بحكومة تستفيد بكل تلك المعطيات.

الحل بيد الرئيس لو حذف من تفكيره أنه رئيس مؤقت!!

التعليقات