تفاءلت خيرا حينما جاءنى بريد إلكترونى من منظمة الصحة العالمية ممهورا بتوقيع رنا سيدانى Senior Communication officer rana siadani بتاريخ 6 فبراير 2014 متعلق بأحوال الإصابة بإنفلونزا الخنازير فى مصر إشارة إلى ما تداولته إحدى وسائل الإعلام المصرية نقلا عن أحد أطباء منظمة الصحة العالمية بخصوص وجود حالات وفيات بين الأطباء بسبب إنفلونزا N1H1 فى مصر تؤكد المنظمة أن هذه المعلومات عن الوفيات بين الأطباء غير صحيحة.
وتظهر آخر بيانات الترصد عن فيروس H1N1 أن مجموع الحالات المصابة 172 حالة عدد الوفيات فيها 16 ولم تظهر هذه الحالات تمركزا فى محافظة الدقهلية. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات المصرية على استمرار مراقبة الأوضاع الحالية لفيروس H1N1 فى البلاد. لكن هذا التفاؤل انحسر عند انتهائى من قراءة البريد الإلكترونى. كنت أظن أنه سيحمل إلى «الخبر الأكيد» لكن حيرتى زادت خاصة أن «جهينة» لم يكن لديها اليقين الذى يمتلك القدرة على فك وقائع الاشتباك الدائر بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء حول حقيقة الإصابة بعدوى إنفلونزا الخنازير والطيور وهل تسلل فيروس كورونا إلى بلادنا أم لا؟ نشرت الصحف أنباء الاشتباك يوم 5 فبراير 2014 (تاريخ يسبق البريد الإلكترونى) اعترفت الصحة بإصابة طبيبة بفيروس إنفلونزا الخنازير وإصابة 195 مواطنا منذ ديسمبر توفى منهم 25 حالة. أعلنت الصحة أن هناك خمسة أطباء توفوا نتيجة أمراض أخرى وأنواع عدوى مختلفة منها الميرسا، الإيكولاى، ارتشاح فى الرئة وعضلة القلب، جلطة فى الرئة، والحالة الخامسة تحاليلها سلبية! برؤيدة أخرى خمسة أطباء توفوا بالالتهاب الرئوى الحاد (الذى هو أهم أعراض إنفلونزا الخنازير والطيور وعدوى كورونا) لمسببات أخرى بينما أصيب آخران الأولى تم علاجها بنجاح والثانية تعالج فى وحدة شريف مختار حاليا بفيروس إنفلونزا الخنازير بينما فيروس كورونا لم يظهر على الاطلاق فى مصر!
ليس لنا تعليق على تضارب المعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية وتقارير وزارة الصحة وتصريحات نقابة الأطباء فالأمر واضح كشمس النهار. تعليقنا على وجود خلاف أصلا بين تلك الجهات التى تهتم بالشأن الصحى فى البلاد الأمر الذى يعكس خللا واضحا فى فهمهم للأمور وبالتالى فشلهم فى تبنى سياسة واحدة واضحة قوية يمكننا بها حصار الأزمة الصحية التى تبدو لنا كالنار الموقدة تحت الرماد.
وفاة خمسة وعشرين مواطنا من مجموع 195 أصيبوا.. نسبة أظن وزارة الصحة تدرك أهميتها ومعناها إذا وقف الأمر عند هذا الحد.
نحن فى انتظار أن تنتهى وقائع الاشتباك بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء وأن تتغير لهجة المستشرقين التى تتحدث بها منظمة الصحة العالمية وإلى أن يحدث هذا.. عليه العوض ومنه العوض.